على رغم تصريحات مسؤولي وزارة التعليم الدائمة بأن جل اهتمامهم بالأمن والسلامة في مدارس التعليم العام كافة، وتأكيدات إدارات التعليم في مناطق ومحافظات المملكة إجراء أعمال صيانة كاملة للمباني المدرسية المتهالكة ومتابعتها أولاً بأول، إلا أنه الواقع يناقض تلك التصريحات في عدد من المدارس، ويخالف الواقع الحقيقي الذي تعيشه. وتكشف «ابتدائية التسهيل» في حي النسيم في مدنية الرياض عدم دقة تصريحات المسؤولين عن أعمال الصيانة والترميم، فهي مدرسة طواها النسيان، وعاشت أكثر من 22 عاماً من دون أن يلتفت إليها أي مسؤول في «التعليم» عما أصابها من تهالك المبنى وتشققات في أرضيتها. والمدرسة التي يدرس فيها أكثر من 250 طالباً، متهالكة وأرضياتها كلها تشققات، ولا يوجد فيها مظلة للطلاب تحميهم من حرارة الجو خلال فصل الصيف أو أثناء هطول الأمطار. ويقوم معلمو المدرسة بأعمالهم التدريسية في تعليم الطلاب في جو مليء بالخوف والشفقة، بسبب المبني المدرسي الذي كثيراً ما يعرض حياة الطلاب للخطر. وقال معلمو المدرسة (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) في حديثهم إلى «الحياة»، إن المدرسة التي يعملون فيها منذ أكثر من 22 عاماً على هذه الحال، ولم يتم إجراء إعمال صيانة لها، مطالبين مسؤولي تعليم الرياض بالقيام بأعمال الترميمات والإصلاحات التي أعلنتها الإدارة أخيراً. وأضاف أحد المعلمين: «مدرستنا دخلت طي النسيان، ومبناها متهالك، وتوجد تشققات في أرضيات المبنى الخارجي لساحة المدرسة، ما يستدعي قيام بعض المعلمين أثناء الأمطار بأعمال التنظيف والتخلص من المياه التي تستقر في قاع التشققات». إلا أن المتحدث باسم مدير الإعلام التربوي في تعليم الرياض علي الغامدي أكد أن المدرسة المشار إليها هي من المباني المستأجرة ومسؤولية الصيانة وأعمال الترميم تقع على عاتق مالك المبنى بحسب العقود المبرمة. وأوضح في تصريح إلى «الحياة» أن المدرسة لديها شهادة سلامة وصلاحية من إدارة الدفاع المدني مبنية على شهادة من مكتب هندسي يفيد بسلامة المبنى إنشائياً وخلوه من التصدعات والشروخ، وكذلك سلامة التمديدات الكهربائية وبالتالي فإن المبنى آمن ومستوفٍ لإجراءات الأمن والسلامة المطلوبة من إدارة الدفاع المدني ووزارة التعليم. وأضاف مدير الإعلام التربوي في تعليم الرياض: «تمت مخاطبة المالك لإجراء أعمال الصيانة اللازمة وفق الخطة المعدة من إدارة تعليم الرياض لتهيئة المباني المدرسية والاستعداد للعام الدراسي المقبل، وبدأ المالك بأعمال الصيانة التي يحتاج إليها المبنى الأسبوع الماضي». وكانت إدارة تعليم الرياض أعلنت أخيراً، بدء إجراء أعمال الصيانة لأكثر من 1800 مدرسة بنين وبنات خلال هذا الصيف، وشددت في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، على أهمية متابعة أعمال الترميم والصيانة في مدارس المنطقة خلال إجازة الصيف، فيما أكد المسؤولون في الإدارة في تصريحات صحافية لوسائل الإعلام أنه تم درس وتوجيه وضع خطة زمنية لصيانة جميع مدارس المنطقة خلال فترة الإجازة لتكون جاهزة لاستقبال الطلاب والطالبات للعام الدراسي المقبل. وأشار المسؤولون إلى ضرورة التأكد من حال الكهرباء والتكييف والسباكة، وذلك بتشكيل فرق زيارة ميدانية مستمرة من خلال 30 فرقة لإجراء أعمال الصيانة. يذكر أن عدد مدارس البنين والبنات في منطقة الرياض التعليمية يبلغ 4.500 مدرسة، يدرس فيها نحو 1.2 مليون طالب وطالبة.