يختتم الرئيس السوري بشار الأسد اليوم في بوينس ايرس الجولة الأولى، لرئيس سوري، قام بها في أربع من دول أميركا اللاتينية، هي فنزويلا وكوبا والبرازيل والارجنتين، قبل أن ينتقل إلى مدريد للقاء العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو بعد غد. وكان الأسد أجرى أمس محادثات مع نظيرته الارجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع في منطقتي الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية. وجرى توقيع عدد من الاتفاقات لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دمشق وبيونس ايرس بعد المحادثات التي حضرها وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان، كما زار الاسد البرلمان والتقى نحو 700 من أعضاء الجالية السورية في الأرجنتين. وكان الأسد وعقيلته السيدة أسماء زارا مساء أول من أمس المستشفى السوري - اللبناني في ساو باولو، الذي أسسته الجالية عام 1921. واستمعا إلى عرض قدمه مدير المستشفى الدكتور رياض يونس. وأعرب عن «الاعتزاز بهذا الصرح الطبي المتقدم الذي بني بأيد سورية ولبنانية، ما يعكس الصورة المشرقة للجاليتين السورية واللبنانية ومدى اندماجهما وتفاعلهما في موطنهما الجديد والمساهمة في بنائه من خلال هذه الإنجازات». والتقى الرئيس السوري أيضاً عدداً من أعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة العربية - البرازيلية برئاسة سليم شاهين، وجدد «حرص سورية على النهوض بالعلاقات الثنائية بين سورية والبرازيل في جميع المجالات، لاسيما الاقتصادية منها»، معتبراً أن «غرف التجارة تشكل البيئة الخصبة وتمهد الطريق لسبر آفاق وإمكانات التعاون المتاحة». حساسيات رياضية وكانت أجواء المنافسة بين منتخبي كرة القدم البرازيلي والأرجنتيني في نهائيات كأس العالم المقامة حالياً في جنوب أفريقياً حاضرة في خلفية مشهد الجولة، إذ راعت الديبلوماسية السورية الحساسيات الرياضية بين الجارين. وقال الجانب السوري إنه يتمنى «تحقيق أفضل النتائج» لكل من الفريقين خلال نهائيات كأس العالم «من دون الانحياز إلى طرف دون الآخر»، لأن العناوين السياسية والاقتصادية التي تحملها «الزيارة التاريخية» أكبر استراتيجياً. ولم يجد الوفد غضاضة في إعادة تكييف بعض برامج الزيارة بما لا يتناقض مع مبارتي ألمانيا والارجنتين والبرازيل وهولندا اللتين أجريتا أمس. وانعكس هذا على الإعلاميين السوريين الموفدين لتغطية الجولة، ففي واحد من أكبر المراكز التجارية في برازيليا تجنب هؤلاء البحث عن قميص لمنتخب الارجنتين، كما تكرر المشهد نفسه، لكن عكسياً، في محلات ألبسة رياضية في بوينس ايريس. ولم يستطع الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا تجنب الحديث عن كرة القدم خلال زيارة الوفد السوري، اذ قال عن منتخب بلاده في مقابلتين مع «الوكالة السورية للانباء» وصحيفة «الوطن»: «صحيح أنه ليس منتخب نجوم كما كان في عام 2002 أو في عام 2006 حين كان الفريق بكامله من النجوم، لكنه خسر. الآن، لدينا فريق ليس فيه هذا القدر من النجوم لكنه فريق متكامل ومتضامن». ويُعتقد أن التنافس بين الأرجنتين والبرازيل يتم التعبير عنه رياضياً ثم استغلاله سياسياً وتجارياً وإعادة إنتاجه لأغراض انتخابية في بعض الاحيان، على أساس أن البلدين يختلفان في كل شيء: لون البشرة، وطول الشعر، وتاريخ الاستعمار، وكبر الدولة وأهمية الاقتصاد، وحتى الموسيقى.