لم تخطط مذيعة برنامج «جرايد» على قناة «الدوري والكأس» الرياضية هدى محمد لخوض مضمار الإعلام إلا أن دعم والدتها والفنان والمخرج الإذاعي فالح فايز شجعاها على تلك الخطوة، لتكن الانطلاقة الأولى عام 2000 عبر إذاعة قطر، ومنها إلى تلفزيون قطر، ثم قناة «الدوري والكأس». وتشير هدى إلى أن استعدادات برنامجها «جرايد» لبطولة كأس العالم المقامة في القارة الإفريقية لم تختلف كثيراً عن البطولات الرياضية الكبرى التي تناولها البرنامج سابقاً سواء كانت محلية أو عربية أو عالمية، إذ تحضّر القناة للمناسبة قبل انطلاقتها بفترة كبيرة للخروج بأفكار مبتكرة. وعن أبرز ما يميز «جرايد» خلال المونديال، تقول: «أفكار وفقرات جديدة لازمت البرنامج مع انطلاقة كأس العالم مثل تخصيص فقرة عن المنتخب العربي الوحيد المشارك في البطولة وهو الجزائر، وفقرة «مقالات الكتاب» مثل ستيفن هاورد من جريدة «صن» عن كأس العالم. كما نستضيف المحلل مراد بو طاجين للحديث عن كأس العالم، إضافة إلى اتصالات من قلب الحدث عبر الأقمار الاصطناعية مع الزميل جاسم حسين ومع الخبير في شؤون الكرة العالمية محمد حامد من الإمارات». التغطية الخاصة لمنتخب الجزائر أكسبت البرنامج مشاهدين جدداً خصوصاً من الجزائر، وهو ما يلاحظ من التعليقات على الفيس بوك مثلاً. فهل كان ذلك مقصوداً خصوصاً بعد الشد والجذب في أعقاب مباراتي مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم أم أن تغطية «جرايد» نابعة من كون المنتخب عربياً ليس إلا؟ تجيب: «الجزائر هو المنتخب العربي الوحيد المشارك في كأس العالم لذلك سلطت الأضواء عليه. ومن الطبيعي أن يزداد عدد المشاهدين للقنوات الرياضية التي تغطي الحدث خصوصاً من الجزائر. أما ما يخص قضية الشد والجذب التي حدثت بين المنتخبين الشقيقين، فقناة «الدوري والكأس» عموماً غطت الحدث بموضوعية واستضافت الرأي والرأي الآخر. ولو أن المنتخب المصري هو الذي تأهل للمشاركة في كأس العالم لوجدنا أن القنوات العربية الرياضية وغير الرياضية ستسانده كونه يمثلنا جميعاً كعرب. والشعب الجزائري، حال جميع الشعوب العربية، سيساند منتخبه والمنتخب العربي المتأهل. كنا في «جرايد» مثل حمامة السلام، إذ تناولنا أكبر عدد من المقالات من الصحف المصرية التي كانت تشيد بالمنتخب الجزائري لإذابة الجليد وتلطيف الأجواء بين الشعبين». وتشدد هدى على أن مسابقة «جرايد» الصحافية عن أحسن عمود، وأحسن تغطية وغيره، ليست مجرد أداة دعائية للبرنامج تفتقد الصدقية والنتائج العادلة أو مجرد جوائز ترضية للصحافيين الرياضيين. وتقول: «هدف المسابقة تحفيزي وتشجيعي، ومهما كانت النتائج لن يكون هناك رضا تام، لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك. فضلاً عن أن كل الجوائز والمسابقات التي تنظم على المستوى الفني أو الرياضي أو غيرهما دائماً تكون مثاراً للجدل ولا ترضي الجميع لأن هناك فائزاً وخاسراً؛ لذلك جائزة البرنامج، كغيرها، تخضع لرضا أو عدم رضا البعض. ولكن أؤكد أن الشفافية والحياد رافقتا الجائزة منذ أربع سنوات. كما أن «الدوري والكأس» دأبت على أن تختار لجنة الحكم بعناية وحياد، وهي أسماء كبيرة في مجال الإعلام الرياضي. ولا أعتقد أن هذه الأسماء بتاريخها الكبير ستلطخ سمعتها وتكون منحازة لطرف على حساب آخر». وترى هدى أن كل صحافي رياضي ناجح لا يعني بالضرورة أن يكون محللاً رياضياً ناجحاً لذا «يتم انتقاء ضيوف البرنامج بعناية لإرضاء المشاهد. فالضيف الذي يقدم مادة جيدة للمشاهد مكانه محفوظ في البرنامج». وتقوّم هدى الوجود النسائي في العمل الرياضي، بأنه ناجح بعدما كان حصرياً للرجال، إذ ترى أن المرأة أثبتت وجودها في كل المجالات وأبدعت فيها موضحة أن الاهتمام بالرياضة ليس حكراً على الرجال لأن هناك نساء وفتيات لهن اهتمامات بالرياضة بأنواعها؛ لذا لابد من وجود إعلاميات رياضيات يمثلنهن. وتقدم هدى «جرايد» مع ثلاثة مذيعين آخرين. فهل تتطلع إلى تقديم برنامج بمفردها؟ تجيب: «منذ انطلاق القناة في أيلول (سبتمبر) 2006 وحتى كانون الثاني (ديسمبر) 2006 كنت أقدم البرنامج في شكل يومي وأعتقد أنني استحق يومين أو ثلاثة أقضيها مع عائلتي، ما يتطلب وجود مذيعين آخرين. في كل الأحوال، لا شك في أن اسمي ارتبط ب «جرايد» وتعودت العمل مع أسرة البرنامج المتفاهمة لأقصى درجة خصوصاً رئيس تحرير البرنامج باسم الرواس. باختصار، برنامج «جرايد» طلع على يدي ويعز عليّ تركه». ولا تنفي هدى أن سحابة صيف بينها وبين «الدوري والكأس» في فترة معينة دفعتها إلى تقديم استقالتها، ولكن سريعاً ما زالت السحابة.