أكدت تقارير صحافية إسرائيلية اليوم أن توتراً يخيم منذ أسابيع على العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير خارجيته زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف أفيغدور ليبرمان على خلفية اتهام الأخير رئيس الحكومة بالسعي "خلف ظهره" لضم حزب "كديما" المعارض إلى ائتلافه الحكومي على حسابه وحزبه. وأضافت أن الكشف عن اللقاء السري في زيوريخ قبل يومين بين وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر، مبعوثاً لرئيس الحكومة، ووزير الخارجية التركية داود أوغلو في محاولة لتسوية الخلافات بين البلدين الذي تم من دون علم ليبرمان صب زيتاً على الخلافات وبات يهدد استقرار الائتلاف الحكومي. وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن ليبرمان يبث منذ أسابيع، في اجتماعات المنتدى الوزاري السباعي المصغر، عدم ارتياح ولم يعد يبدي مواقف براغماتية كما كان يفعل منذ تسلمه منصبه مطلع نيسان (أبريل) من العام الماضي "إنما عاد ليكون ليبرمان الرهيب المتطرف واليمني الذي يرفض الحلول الوسطية". وتابعت ان مرد هذا التغير مخاوف ليبرمان من الاتصالات التي تتم "خلف ظهره" مع زعيمة "كديما" تسيبي ليفني لضمها وحزبها إلى الائتلاف الحكومي، فضلاً عن انباء حول احتمال تقديم النيابة العامة لائحة اتهام ضده بارتكاب جملة مخالفات جنائية قبل سنوات منها تلقي الرشوة وإساءة الائتمان. وتابعت "هآرتس" ان أوساط ليبرمان نقلت أخيرا رسائل قاطعة الوضوح لنتانياهو يقول فيها إنه في حال ذهب الأخير بعيداً في مفاوضاته مع الفلسطينيين فإن ليبرمان سيسحب حزبه من الائتلاف ويجر إسرائيل إلى انتخابات جديدة وسيرى في نفسه الزعيم الحقيقي لمعسكر اليمين في إسرائيل. ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية تعقيباً على اللقاء بين بن اليعيزر وأوغلو، هو الأول من نوعه في انتقاداته العلنية لنتانياهو. وأشارت أيضاً إلى أن ليبرمان الذي "تجرع" تفضيل نتانياهو وزير دفاعه ايهود باراك على ليبرمان في إدارة المفاوضات مع واشنطن حول الملف الفلسطيني، لن يقبل بعد اليوم البقاء على هامش هذه الاتصالات متوقعةً هي أيضاً أن يصعد ليبرمان مواقفه اليمينية المتشددة على نحو يحرج نتانياهو ويوسع رقعة الشقاق بينهما.