اشتكى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) خلال لقائه أمس في مقر الرئاسة في رام الله ستة صحافيين إسرائيليين تجاهل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ل"ورقة المواقف" الفلسطينية من مسألتي الحدود والأمن التي سلمها قبل شهر للموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، وقال: "أوضحت لميتشل أنه قبل أن نلتقي مع الإسرائيليين لا بد من أن نتسلم رد إسرائيل على المواقف التي طرحناها، ومعرفة مواقف نتانياهو من المسائل التي يراها ملحة للخوض فيها، من المهم أن نستعد جيدا قبل اللقاء المباشر بيننا لنتفادى تفجر هذا اللقاء لكنني إلى اليوم لم اسمع شيئاً من نتانياهو، لا ردا ايجابياً ولا سلبياً وأنتظر أن يقول نتانياهو شيئاً على الأقل". وكشف أن نتانياهو تلقى أخيراً اقتراحاً فلسطينياً بنشر قوات دولية في المناطق الفلسطينية على غرار قوات الناتو أو اليونيفيل كجزء من الاتفاق الدائم لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وقال إن الاقتراح نقل إلى نتانياهو عبر ميتشل كجزء من الموقف المبدئي لمنظمة التحرير الفلسطينية من قضايا الحدود والأمن في التسوية الدائمة. وتمنى أبو مازن للرئيس الأميركي باراك اوباما "أن ينجح حيث انا فشلت" في لقائه الوشيك مع نتانياهو، الثلثاء المقبل. وأضاف أن لا مشكلة لديه في لقاء نتانياهو "لكن ليعطِ نتانياهو إشارة ايجابية واحدة للتقدم". وتابع أنه مرتاح للأوضاع الأمنية الهادئة في الضفة الغربية وقال إن الهدوء الأمني هو مصلحة فلسطينية، "ونحن نتلقى المديح من رئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكين، وبالرغم من القطيعة بيني وبين نتانياهو لكن التنسيق الأمني بيننا متواصل كل الوقت. أنا ضد استخدام العنف. هذا خط أحمر بالنسبة لي. كذلك بشأن الخطوات أحادية الجانب مثل إعلان إقامة الدولة الفلسطينية من جانب واحد". وكشف أن رئيس حكومته سلام فياض سيلتقي قريباً وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وأن السلطة الفلسطينية تعتزم دعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للمشاركة في مهرجان السلام المزمع عقده في مدينة أريحا. وتمنى أن يعود الجندي الأسير غلعاد شاليت إلى بيته قريباً "لكن يجب أن لا ننسى أن لنا آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية، ولا يجب حصر صفقة تبادل الأسرى في أسرى حماس فقط ". وقال أبو مازن أيضاً إنه لن يوافق على التوقيع على اتفاق مصالحة مع "حماس" قبل أن تتبنى الحركة مبادرة السلام العربية وسائر المبادئ التي تضمنتها خريطة الطريق الدولية. وقالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس السلطة أراد من لقائه الصحافيين الإسرائيليين نقل مواقفه مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي بهدف نيل ثقته وتأييده لحل سياسي للصراع يقوم على أساس الانسحاب إلى حدود العام 1967.