رعى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس، الحفلة السنوية لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الدراسات العليا وكلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية وكلية اللغات بالجامعة. وأوضح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي، أنه لا أحد يزايد على أهمية الأمن، فلا حياة هانئة من دون أمن، ففيه تصان الحقوق، وتحفظ المكتسبات، وتسود الثقافات، إنه أُس النعم، ودعامة التنمية المستدامة، وجسر الحضارة والتقدم. وقال بن صقر: «أنيط بهذه الجامعة وضع وتنفيذ الجوانب العلمية، للاستراتيجيات والخطط الأمنية العربية التي تعنى بالأمن بمفهومه الشامل، بما تحويه من أطروحات ورسائل علمية، وندوات ومؤتمرات وبرامج تدريبية ومخبرية، وإصدارات ومشاركات علمية في المحافل العربية والدولية بما يخدم 22 دولة عربية، وهذا ليس بالأمر اليسير إذا ما أخذنا في الحسبان، أهمية المواضيع الأمنية وحساسيتها». وأشار رئيس الجامعة إلى أن نتاج الخطط وتلك الاستراتيجيات، أن نفذت الجامعة 476 نشاطاً في مجال مكافحة الإرهاب و200 نشاط علمي في مجال حقوق الإنسان، و117 نشاطاً علمياً في مجال مكافحة الفساد، واهتمت الجامعة بجريمة الاتجار بالبشر، ونفذت حيالها 91 نشاطاً، ولم يغب الأمن النووي عن بال الجامعة حيث نظمت في إطاره 23 نشاطاً. ولفت ابن صقر إلى أن الجامعة كان له اهتمام جلي في برامج القضاء والعدالة، وبلغ عدد الأنشطة المنفذة 778 نشاطاً، وهناك تعاون استراتيجي مع الهيئات العدلية والقضائية لتنفيذ جزء من برنامج الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء في المملكة. وأكد ابن صقر، أن دور الجامعة لم يقتصر على الأجهزة الأمنية، بل تعداها ليشمل الأجهزة العدلية والاجتماعية والتربوية والإعلامية، وبفضل علاقاتها الخارجية، نفّذت الجامعة العديد من هذه البرامج، في إطار التعاون الدولي مع كل من فرنسا، ألمانيا، النمسا، التشيخ، إسبانيا، هولندا، إيطاليا، كندا، أميركا، الصين، وسويسرا وبريطانيا، وقال: «يكفي هذه الجامعة فخراً أنها أول من أصّل مفهوم العلوم الأمنية». وأوضح رئيس الجامعة، أن لنايف بن عبدالعزيز الذي انبرى للعمل الأمني العربي إنجازات أمنية وفكرية متألقة، والمقام هنا ليس مقام تعداد مناقب، بيد أن التاريخ سيسطر بمداد من ذهب، لأمير الأمن العربي ما شيد من مكارم، وتلكم رسائل النبلاء، الذين أودع الله فيهم حب العطاء. من جهة أخرى، قال رئيس وزراء الأردن الأسبق رئيس أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الدكتور عبدالسلام المجالي، إن مستقبل أمتنا وقدرتها على مواجهة التحديات وتصدر مكانتها اللائقة بين الأمم لا تتحقق إلا من خلال العملية التربوية والتمسك بالقيم الإسلامية، ولا أقصد بهذا ما يتعلمه الناشئة في المدارس والكليات والجامعات فحسب. وقال المجالي: «مؤسسات المجتمع من البيت حيث تزرع البذرة الأساسية وتكتسب العادات المواقف، وإلى المسجد حيث ينفتح القلب والعقل لفهم الحياة والتوجه إليها بعين بصيرة، وعقل متنور، وذهن منفتح على الآخر متيقظ، وهناك الأتراب والأصحاب في العمل والنوادي حيث تتجلى لغة التخاطب والحوار، ويطور المرء مهاراته الاجتماعية، كل هذه المؤسسات راعية وكلها مسؤولة عن رعيتها». وأشاد رئيس وزراء الأردن الأسبق بالجهود التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في التعليم العالي والبحث العلمي واستكمال البنية التحتية، ولا سيما في قطاعي المياه والطاقة، وها هي المملكة تتصدر دولنا الإسلامية في مجالات بحثية وعلمية عدة حتى أضحت جامعات السعودية موئلاً لنخبة من علماء الأمة. إلى ذلك، أعرب مدير المركز العالمي لمكافحة الإرهاب في واشنطن الدكتور إليستر ميلر، عن إعجابه بالتجربة السعودية الثرية في مكافحة الإرهاب التي تعد واحدة من أنجح التجارب العالمية، ومثال يحتذى بها خصوصا في مجال المناصحة التي يشرف عليها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. فيما أشار الدكتور مسفر القحطاني في كلمته نيابة عن الخريجين إلى أننا نتعايش الجديد المتطور في المجال الأمني الأكاديمي، ونلمس كل يوم فيها مناشط متنوعة في كليات الجامعة ومراكزها، فضلاً عن طرح مقررات ودبلومات جديدة كان آخرها دبلوم الأمن النووي، وتوج هذا الدبلوم بانضمام الجامعة للشبكة الدولية للتعليم النووي.