أكدت سلطنة عُمان تحديها أزمة المال العالمية، وأسندت مشاريع خدمية تزيد قيمتها على 600 مليون ريال عماني (230 مليون دولار)، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى تغيير واسع للبنية التحتية للنقل الجوي في السلطنة، مخصصة معظم المبلغ المعتمد للمطارات. وبعد اكتمال المرحلة الأولى من مطار مسقط الدولي الجديد (أعمال الردم والتهيئة)، دخلت الحكومة العُمانية فوراً في المرحلة الثانية، وأعلن مجلس المناقصات أول من أمس، تخصيص 450 مليون ريال للأعمال المدنية في مطاري مسقط وصلالة، وأكثر من 37 مليوناً أخرى للمرحلة الأولى من مشروع إنشاء مطار صحار في منطقة الباطنة. وسيكون لهذا المطار دور كبير في حركة النقل الجوي العُماني، نظراً إلى المشاريع الاستثمارية في مدينة صحار التي استقطبت بلايين الدولارات، فضلاً عن أنها تقع بين منطقتي الباطنة والظاهرة ومحافظة البريمي المحاذية للإمارات. ويُرجح توقيع اتفاق المرحلة الثانية من مطار مسقط الجديد قريباً، وسيكون مجاوراً للمطار الحالي. وتشمل هذه المرحلة إنشاء المدرج والشوارع والممرات الداخلية للمطار، مع سعي عمان إلى أن يستقطب المطار الجديد نحو 21 مليون راكب سنوياً. ويسير إنشاء هذه المطارات الجديدة في شكل مواز لخطة تطوير المطارات الحالية، إذ قبل شهر افتُتح في مطار مسقط مبنى جديد للركاب هو الأكبر في تاريخ المطار. وأشارت إحصاءات عن حركة الركاب في مطار مسقط، إلى أن عدد المسافرين (القادمين والمغادرين) ارتفع 9 في المئة في الشهرين الأولين من السنة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغ عدد المسافرين 537240 مسافراً. وعزا مسؤول في وزارة النقل والاتصالات العُمانية هذا الارتفاع إلى زيادة في النشاط التجاري والسياحي في السلطنة، وتسيير الطيران العماني رحلات إلى وجهات جديدة، ورفع عدد رحلات بعض شركات الطيران العاملة في مطار مسقط الدولي. وحقق مطار مسقط نمواً بلغ 18 في المئة العام الماضي، ليصل عدد المسافرين القادمين والمغادرين عبره باستثناء ركاب الترانزيت، الى ثلاثة ملايين و166 ألفاً و977 مسافراً، مقارنة بمليونين و 687 الفاً و982 خلال 2007، فيما ارتفع عدد المسافرين القادمين الى السلطنة بنسبة 16.9 في المئة، ليصل عددهم إلى 1643939 مسافراً، مقارنة ب 1406768 مسافراً خلال عام 2007.