يواصل المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين تألقه في مونديال 2010، إذ ينافس بقوة على لقب الهداف بعدما تقاسم الصدارة مع السلوفاكي روبرت فيتك بأربعة أهداف، غير أن فرصة هيغواين أكبر للظفر باللقب في حال تسجيله أمام ألمانيا في الدور ربع النهائي، فيما انتهت فرصة فيتك لخروج منتخب بلاده أخيراً من ثُمن النهائي. وكان من الممكن أن تتكرر قصة دافيد تريزيغيه مرة أخرى ونرى غونزالو هيغواين بقميص المنتخب الفرنسي في كأس العالم الحالية، إذ ولد هذا المهاجم، نجل اللاعب السابق خورخي نيكولاس هيغواين، على أرض فرنسية، وبالتحديد في بريست، حيث كان عمل أبيه، ولكن هداف ريال مدريد الحالي لم يستجب لريمون دومينيك عندما دعاه للعب مباراة ودية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2006، وآثر أن ينتظر نداء منتخب «التانغو». وعاش غونزالو في طفولته 10 أشهر فقط في فرنسا، ثم ابتعد عنها ولم تطأها قدماه بعد ذلك حتى عام 1998، وفي ذلك العام كان والده مكلفاً بمتابعة منافسي المنتخب الأرجنتيني المشارك في كأس العالم آنذاك، وكان المدرب هو دانيال باساريلا، الذي كان بعد 8 سنوات سبباً في شهرة غونزالو عندما منحه فرصة اللعب في الدوري الأرجنتيني مع نادي ريفر بلايت، ولا يبدو أن اللاعب الشاب يسير على خطى والده الذي كان مدافعاً معروفاً، فهو مهاجم سريع وخطر قادر على الأداء في أي مكان، وكانت انطلاقته نحو النجومية بسرعة الصاروخ، فما كاد يتم عاماً واحداً مع ريفر بلايت حتى سعى المسؤولون في ريال مدريد إلى ضمه لفريقهم، وعلى مدى ثلاثة سنوات في «النادي الملكي» كان عليه أن يبذل قصارى جهده ليثبت وجوده بين رونالدو وراؤول ورود فان نيستلروي وآريين روبين ورافائيل فان دير فارت وخافيير سافيولا وكريم بن زيمة، ولكنه في النهاية تفوق عليهم جميعاً. ولم يلعب هيغواين مع ريفر بلايت إلا 35 مباراة، ولكنه سجل 13 هدفاً كان منها هدفان حسما نتيجة «الدربي» الكبير ضد بوكا جونيورز في موسم 2006، أما في ريال مدريد فتفوّق على نفسه موسماً بعد آخر، فتجاوز أخيراً رصيد 22 هدفاً الذي خرج به من موسم (2008-2009) وبلغ العدد الإجمالي للأهداف التي سجلها 56 هدفاً في عدد من المباريات يزيد قليلاً على 100 مباراة، وهو معدل يحسده عليه أي مهاجم في العالم، أما قصته مع المنتخب الأرجنتيني فهي لم تتجاوز بضعة أسطر بعد، فهو على خلاف غيره من اللاعبين لم يشارك مع منتخبات الشباب، وتم استدعاؤه في عام 2005 ليتدرب مع منتخب تحت 18 سنة، ولكنه لم يتمكن من اللعب لأنه لم يكن يحمل وثيقة هوية أرجنتينية، وفي عام 2007 بعد أن رفض الانضمام للفريق الفرنسي، تردد اسمه على ألسنة الكثيرين ممن كانوا يرشحونه لخوض منافسات كأس العالم تحت 20 سنة أو بطولة كأس أميركا الجنوبية، وهما بطولتان كان موعدهما واحداً تقريباً، ولكنه لم يشارك فيهما. وأخيراً في عام 2009 بعد خوض بعض المباريات الودية مع فريق تحت 23 سنة، جاء النداء الذي طالما انتظره غونزالو من دييغو مارادونا ليلعب في فريق الكبار، ولم يخيب الآمال، فسجل هدفاً في مرمى بيرو في التصفيات وهدفاً آخر في المباراة الودية التي فازت فيها الأرجنتين على ألمانيا في آذار (مارس) الماضي، وراح يتطلع إلى رحلة جنوب أفريقيا آملاً في الظهور بالفعالية ذاتها، وها هو يثبت قدراته الكبيرة بتسجيله أربعة أهداف يعتلي بها صدارة هدافي أشرس منافسة كروية في العالم.