متى سيصبح لدينا - نحن العرب - فريقاً مثل الكاميرون أو غانا فينجح في الفوز والتأهل للدور تلو الآخر، حتى نفيق باكراً ونضع الأمور في نصابها ونتعامل مع الهزيمة على أنها هزيمة فلا نجملها ونحسن من صورتها، وماذا يملك فريق مثل غانا أكثر من الفريق الجزائري؟ إذا كان لديهم محترفون في الخارج فنحن لدينا مثلهم وأكثر، ولكن يبقى السؤال، هل لديهم طموح أكبر أم لديهم إعلام أفضل أم أن الحقيقة أن إمكاناتهم الفنية أعلى بكثير من إمكاناتنا؟ لماذا يعود لاعبون إلى بلدانهم مهزومين ويتم استقبالهم استقبال الفاتحين؟ ثم بعد أيام نكتشف أنهم كانوا سيئين فنفكر في تغيير المدرب ونعلن أننا بصدد مرحلة جديدة من التغيير والتبديل، وأننا على أبواب مرحلة جديدة، لماذا لا نصبح مثل فرنسا التي استقال رئيس اتحاد الكرة فيها بعد العروض المخزية للمنتخب الفرنسي وخروجه ذليلاً من الدور الأول للبطولة؟ لماذا لا نعلن باكراً أننا فشلنا ونستحق الخروج ونبحث في الأسباب ونضع الحلول حتى ننجح في المرة المقبلة؟ لماذا نجح المنتخب الكاميروني ومن بعده النيجيري والآن المنتخب الغاني، على رغم أن إمكاناتها المادية لا ترتقي أبداً إلى نصف إمكانات أي منتخب عربي يتأهل لكأس العالم؟ لماذا تنجح كوريا واليابان باستمرار على الأقل في بلوغ دور آخر أو الفوز بمباراة أو أكثر؟ بينما يتوقف طموح عرب آسيا عند الصعود لكأس العالم على رغم أنهم يملكون أفضل المدربين والإمكانات كافة للفوز والظهور بمظهر مشرف، لماذا ينجح المدربون الوطنيون في آسيا ويفشلون عربياً؟ لماذا يتأهل ويفوز الأفارقة ويتمتعون بمساندة الجماهير على رغم أنهم لا يستطيعون حتى إقامة معسكر راحة بنفس استطاعتنا نحن العرب؟ لماذا ينجحون بأقل الإمكانات بينما نفشل نحن فشلاً ذريعاً ونحن نملك الإمكانات كافة؟ هل هو الفكر العربي المحدود، أم هي اليد المرتعشة التي تخشي دائماً وأبداً من اتخاذ قرارات قوية تعيد الأمور إلى طبيعتها واستقرارها؟ هل هي سطوة النجوم وسيطرتهم على مقاليد الأمور وتحكمهم في كل شيء حتى في مصائر المدربين؟ هل هو سوء الإدارة ووجود إدارات ضعيفة لا تستطيع أن تحكم وتتحكم بقوة في إدارة الأمور داخل الاتحادات لذلك دائماً وأبداً تأتي الخسائر؟ أم أنها شهوة الاستوديوهات التحليلية التي نجيدها؛ فهي باختصار لغة الكلام التي نجيدها ببراعة وإتقان فاكتفينا بها ونسينا الأهم وهو العمل ثم النجاح؟ [email protected]