تشونغتشينغ (الصين) – أ ف ب، وكالة شينخوا – وقّعت الصين وتايوان أمس اتفاقاً تجارياً وصف ب «التاريخي»، يقرب بين الصين القارية والجزيرة التي انفصلت عنها منذ ستين سنة، ما أثار تنديداً في تايوان. ومن شأن «الاتفاق - الإطار للتعاون الاقتصادي»، الذي وقع بالأحرف الأولى في تشونغكينغ المدينة الكبرى جنوب غرب الصين، أن يفتح مجالات كبرى من الفرص التجارية المكبّلة حالياً بالقواعد والقوانين المفروضة. غير أن البعض في تايوان أبدى خشيةً من أن يسمح التقارب مع الصين ببسط هيمنتها السياسية تدريجاً على الجزيرة، التي تعتبرها إقليماً متمرداً من أقاليمها. وقال الخبير السياسي في جامعة سوتشوو في تايبيه يانغ يونغ مينغ: إن «الاتفاق قد يقرب الجزيرة خطوة من القارة، ومع زيادة تبعية تايبيه الاقتصادية في شكل تدريجي، تتقلص خياراتها السياسية». واعتبر مفاوضون كبار من البر الرئيسي وتايوان، أن الاتفاق الاقتصادي الذي طال انتظاره عبر مضيق تايوان، لا يزال بعيداً من اتفاق «دفعة واحدة» يمكنه تسوية المشكلات كافّة. وسيجري الجانبان مزيداً من المشاورات بعد توقيع الاتفاق. وتتعين عليهما متابعة المشاورات في الوقت المناسب، وفقاً لتطبيق «الاتفاق - الإطار للتعاون الاقتصادي»، فضلاً عن التطور الاقتصادي عبر المضيق، كما قال رئيس مؤسسة التبادلات عبر المضيق تشيانغ بين - كونغ خلال محادثات مع نظيره رئيس جمعية التبادلات في البر الرئيسي تشن يون لين، في بلدية تشونغتشينغ. وقال تشن: «إن الجانبين سيواصلان مناقشة اتفاقات في شأن تجارة السلع وتجارة الخدمات بعد التوقيع على الاتفاق». وأضاف: «يحدوني الأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من العمل بنشاط لتعزيز تطبيق الاتفاق بعد توقيعه لتحقيق فوائد اقتصادية للجانبين في أسرع وقت». وكان تشن وتشيانغ شرعا في محادثاتهما، ووضعا اللمسات الأخيرة على الاتفاق الاقتصادي واتفاقية لحماية حقوق الملكية الفكرية. وتعد هذه الجولة الخامسة، منذ استأنفت الجمعية والمؤسسة المحادثات في حزيران (يونيو) 2008 بعد توقف 11 سنة. ووضع المفاوضون خلال المحادثات، التأكيدات النهائية على نص «الاتفاق – الإطار» وخمسة ملاحق له، تنص على جوهر التعاون الاقتصادي عبر المضيق وتعريفاته وأهدافه وتدابيره، على ما أوضح تشن، الذي أفاد أيضاً بأن الاتفاق، المستوحى من خبرات جهودهما المشتركة في مجابهة أزمة المال العالمية والتباطؤ الاقتصادي، كان «أخذاً وعطاء وخطوةً ودية». وأضاف أن اتفاق حماية حقوق الملكية الفكرية يهدف إلى وضع آلية طويلة الأجل، لمواجهة المشكلات الملحة حول القرصنة على الإنترنت، وتقليد براءات الاختراع، والأولوية في تسجيل العلامات التجارية. ووصف تشيانغ اتفاق حماية حقوق الملكية الفكرية، أنه بمثابة منصة للاتصال وآلية للتعامل مع القرصنة وقضايا التزوير لدى الجانبين. وأكد «أنها تساعد في خلق بيئة سليمة للإبداع، والبحوث وتنمية الشركات عبر المضيق». يذكر أن الجمعية والمؤسسة، اللتين تأسستا في1990 و1991 على التوالي، مخولتان من قبل البر الرئيسي وتايوان بالتعامل مع التبادلات عبر المضيق. ووافقت المنظمتان على اللقاء مرتين سنوياً في البر الرئيسي وتايوان بالتناوب عام 2008.