بدأت جامعات عربية، حملات إعلانية مُكثفة، موجهة إلى الخليجيين، وبخاصة السعوديين، تغريهم في الالتحاق فيها، على أمل نيل حصة أكبر من كعكة الطلبة السعوديين الدارسين في الخارج. واستعرضت الجامعات، وأغلبها مصرية ولبنانية وأردنية ومغربية في حملاتها، وعرضت برامجها وخططها العلمية والتعليمية، وشروط القبول والتسجيل فيها، من خلال مواقعها الإلكترونية، «بدلاً من تكبد عناء السفر والمراسلة والتنقل من دون فائدة». كما عرضت التخصصات المُستحدثة في العام الدراسي المقبل. وجاء استحداث هذه التخصصات الجديدة، كاستجابة لنتائج استفتاءات، أجرتها تلك الجامعات، شملت آراء الطلبة، حول التخصصات المتوافرة في تلك الجامعات. ودعا الطلاب إلى «تخفيف» شروط القبول»، وأبرزها إلغاء قرار حسم 10 درجات من معدل الثانوية العامة من الشهادات الصادرة من دول الخليج، الذي تطبقه بعض الجامعات. وكذلك إجراء اختبارات قبول إضافية. ودعوا إلى توفير مميزات أخرى. ويخطط طلاب وطالبات سعوديون، يدرسون في الثانوية العامة، إلى الالتحاق في جامعات خليجية وعربية، بعد ان توصلوا إلى «قناعة»، بعدم إمكانية قبولهم في الجامعات المحلية، بسبب «صعوبة» شروط القبول فيها. وطالبوا مدارسهم ببدء تسليم أوراقهم وشهاداتهم الرسمية، فور انتهاء الاختبارات، مبدين قلقهم من تأخر إصدارها. وشهدت محافظات في المنطقة الشرقية، خلال الفترة الماضية، إقامة معارض عدة، لتعريف الطلبة السعوديين بالجامعات العربية والدولية، التي تمثلت بأجنحة وموفدين في تلك المعارض، التي استقطبت آلاف الطلبة، واستعرضت مميزاتها. وقالت المشرفة على أحد المعارض نجلاء الهديب: «إن هذه المعارض تتيح للطلبة السعوديين تحديد خياراتهم في الدراسة الجامعية، بحسب توجهاتهم وقدراتهم المالية. كما تساعدهم على التعرف على إجراءات القبول وأنظمة الدراسة، والقوانين المعمول بها في تلك البلدان، لتلافي التعثر أثناء الدراسة في الخارج». وإذا كان الأكاديمي أحمد العمران، يرى أن فرصة التحاق الطلبة السعوديين في الجامعات العربية، «جيدة»، إلا أنه يدعو الطلبة إلى «التيقظ والانتباه والتأكد من كون الجامعات التي يعتزمون الدراسة فيها مُعترف بها في وزارة التعليم العالي السعودية». ويقول: «صدرت خلال العام الماضي، قرارات إيقاف لبعض الجامعات البحرينية، إلى حين تصحيح أوضاعها، ما أضر في عدد من الطلبة، ومن بينهم سعوديون. فيما حذرت الملحقية الثقافية السعودية في البحرين، الطلبة من الإعلانات المغلوطة، والتحايل على الطلبة»، مضيفاً أن «الدراسة مسألة مصيرية». وأشار العمران، إلى أن شروط القبول في الجامعات العربية، «تم تخفيفها، لاستقطاب المزيد من الطلبة الخليجيين، وبخاصة أن عدداً منهم يلتحقون في برامج التعليم الموازي، ويحققون لتلك الجامعات أرباحاً طائلة»، مضيفاً أن «دور وزارة التعليم العالي يبقى محورياً ورئيساً، في توجيه الطلبة، من خلال التنسيق مع المُلحقيات، لتلافي ضياع مستقبل أبنائنا».