ينهي اليوم طلاب المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والأهلية، اختبارات العام الدراسي في جميع مناطق ومحافظات المملكة بأجواء احتفالية، دون أن تسجل وزارة التعليم أي إصابات مرضية أو وفيات خلال فترة الاختبارات. وكان طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة أنهوا جميع اختباراتهم الإثنين الماضي، في جو انسيابي، من دون أية حالات مرضية طارئة، فيما تخللت الامتحانات عثرات، تمثلت في تسرب بعض أسئلة المواد في مناطق عدة، مما استدعى القائمين على العملية التعليمية من مديري التعليم في مناطق ومحافظات المملكة إلى استخدام الأسئلة البديلة. وفي منطقة الرياض التعليمية أدى نحو نصف مليون طالب وطالبة في مرحلتي الثانوية والمتوسطة اختبارات نهاية العام الدراسي، وحذرت إدارة تعليم الرياض من حرمان أي طالب أو طالبة من دخول الاختبارات التحريرية، إلا بصدور قرار حرمان من المدير العام للتعليم. وأوضحت إدارة الاختبارات والقبول في الإدارة، أن الطالب أو الطالبة المنقطعَين عن الدراسة خلال الفصل الدراسي، إذا حضر للاختبارات التحريرية فإنه يُمكن من دخول الاختبارات التحريرية، وبعد خروجه يحال إلى لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة لدرس أسباب غيابه، وإحالته بنموذج درس حالة الغياب للجنة التوجيه والإرشاد بمكتب التعليم، الذي تتبعه المدرسة، لاتخاذ الإجراء المناسب. وطالبت الإدارة قائدي وقائدات المدارس بالتقيد بإجراءات التقويم والنجاح والرسوب في المرحلتين المتوسطة والثانوية (التعليم السنوي)، الواردة في المذكرة التفسيرية، والقواعد التنفيذية للائحة تقويم الطالب، بحيث يتم إلغاء نظام التجاوز، وإضافة شرط النسبة 20 في المئة من درجة اختبار الفصل الدراسي الثاني للطلاب والطالبات المنتظمين، فيما يشترط لطلاب النظام الفصلي للتعليم الثانوي حصولهم على درجة النهاية الصغرى للمادة، وعلى نسبة 20 في المئة من درجة اختبار نهاية المستوى، ما عدا مادة الحاسب الآلي في كلا الجانبين. من جهته، أكد المشرف التربوي في تعليم الرياض عبدالوهاب العنزي، أنه تم تطبيق مشروع الاختبارات المركزية في الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي، في مدارس متوسطة، وأن ذلك تم اعتماده بالفعل في ثلاث مواد دراسية. وأوضح العنزي ل«الحياة»، أن مشروع الإطار العام لتجويد الاختبارات المدرسية، يتضمن تطبيق أسئلة مركزية لطلاب المرحلة المتوسطة، وسيبدأ تطبيقه بدءاً من الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي، في مادة دراسية واحدة، مبيّناً أن ذلك تم فعلاً، في ثلاث مواد للمرحلة المتوسطة، بحسب كل منطقة تعليمية، وفق جدول المواصفات المعتمد لبناء الأسئلة لكل مادة دراسية، على أن يتم تصحيح تلك المواد المقررة للاختبارات المركزية داخل المدارس، بحسب ما ورد في التعميم وفق نموذج الإجابة المعتمد. وأضاف: «الاختبارات المركزية تهدف إلى إحداث تغيير في المفاهيم والقناعات والاتجاهات الحديثة في ضبط القياس والتقويم التحصيلي، باعتبارها مقياساً من مقاييس التقويم المعتبرة، إضافة إلى تكوين ثقافة تعتمد على فلسفة إدارة الجودة الشاملة، وتقويم عمليتي التعليم والتعلّم، ومن أجل تطبيق أدوات تقويم عمليتي التعليم والتعلّم في المدرسة بفهم ورغبة وإرادة وقدرة لدى وزارة التعليم بمعايير الجودة، مع ضمان تخريج دفعات طلابية مميزة، يتصفون بشخصيات تعليمية قوية ومتوازنة، تحقق الرضا والنفع الذاتي لهم ولوطنهم ولأسرهم ومجتمعهم». واستطرد: «المملكة تسعى دائماً لاستكمال مسيرتها نحو الاقتصادي المعرفي، بتعليم نوعي مميز، تجسد في تحولات مهمة خلال الأعوام الماضية على مختلف الأصعدة، من بنى تحتية، وتطوير المقررات، وتوسع في التدريب والابتعاث، وإنشاء هيئة تقويم التعليم العام». وتابع: «كل ذلك التفعيل الاستثماري يصب في العنصر البشري السعودي، وأن من أهم عمليات تجويد التعليم، تقويم التعليم العام باعتباره أساس التطوير التربوي والتعليمي، ولكونه عنصراً رئيساً فاعلاً في العمل المؤسسي الحكومي، للارتقاء بالتعليم العام بجميع عناصره ومستوياته، وهي المهمة التي تقوم بها «الهيئة»، على أسس علمية ومنهجية، ووفق أفضل الممارسات العالمية الناجحة، مع مراعاة مواءمتها لواقع التعليم السعودي، وفي إطار آلية تنفيذية تراعي التدرج في التغيير، للرقي بالتعليم العام في المملكة إلى مستويات عالمية منافسة». وعن فكرة مشروع تجويد التعليم، قال العنزي: «هي شراكة بين مكتب التّربية العربي ووزارة التعليم، تهدف إلى تجويد عملية التعليم والتعلم داخل الصف، والبيئة المدرسية، من خلال تطوير أساليب تقويم الأداء الصفي والمدرسي، وتزويد البيئة التعليمية بالمعايير والأدوات التقويمية المناسبة، التي تسهم في تحسين الأداء».