اختتم معرض «عواصم الثقافة الإسلامية الأولى»، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع متحف البيرجامون الألماني، في المتحف الوطني بالرياض فعالياته أمس. وأتاح المعرض الذي استمر ثلاثة أشهر، لزواره الذين بلغوا حوالى 40 ألف زائر، فرصة الاطلاع على العمق الحضاري والثقافي لعدد من العواصم الإسلامية العريقة، لاسيما وأنه قدم رؤية عميقة للحقبة الأموية والعباسية الأولى، إذ أكدت محتويات المعرض على ازدهارها وثرائها الثقافي. وتمكن الزوار من الاطلاع على المشهد الثقافي لهذه الحقبة من خلال 104 قطع أثرية تم جلبها من متحف البيرجامون، إضافة إلى 21 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف الوطني بالرياض، إذ استعرضت هذه القطع جوانب مهمة من التراث العمراني القديم خصوصاً في بغداد ودمشق. وأوضح المدير العام للمتحف الوطني جمال عمر أن المتحف الوطني، وتمهيداً لإرجاع القطع الأثرية التي شارك بها متحف البيرجامون إلى مقر المتحف في مدينة برلين الالمانية، تمكن من إنهاء إجراءات نقلها بالتعاون مع الفريق الألماني بمتحف البيرجامون وعدد من مسؤولي المتحف الوطني، وفق إجراءات وضوابط مشددة تضمن سلامة القطع أثناء رحلة النقل إلى البيرجامون، مؤكداً جاهزية المتحف الوطني واستعداده لاستضافة مزيد من المعارض والفعاليات التي من شأنها الإسهام في رفد حركة الثقافة المتحفية وجذب الزوار بجميع قطاعاتهم المجتمعية، الأمر الذي يواكب التطلعات في تعزيز المعرفة والاطلاع على حضارة الأمة وتاريخها. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز دشن المعرض بحضور المدير العام للمتاحف الحكومية في برلين الدكتور مايكل ازنبرغ، ومدير متحف البيرجامون الألماني في برلين الدكتور ستيفن ويبر، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة بوريس روغة. يذكر أن متحف البيرجامون يحتوي على آلاف القطع التراثية والأثرية التي تعود إلى حقب وعصور ضاربة في جذور التاريخ، أهمها العصر الإسلامي المتقدم كالعصر الأموي والعباسي اللذين شهدت خلاله الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها في مجالات الحياة المختلفة، كما أن بعض المعروضات المستضافة في المتحف الوطني يصل عهدها ل1500 عام مضى من عهد الحضارة الساسانية بمنطقة العراق، إضافة إلى آثار من العهد الأموي والعباسي وحتى العهد العثماني.