أعمال كثيرة ومختلفة، توزعت برشاقة على جدران قاعة العرض. تستطيع أن تلمح خلالها مجموعة من التجارب الواضحة. لوحات تقتصر فقط على الأبيض والأسود، وأخرى تبحر بقوة في فضاءات اللون. وبين هذا وذاك ثمة مزج بين الطريقتين. كما أن هناك ولعاً باستخدام الخامات المختلفة، أما اختيارات اللون وطريقة التعامل مع المساحات فتتسم بالجرأة والحسم في أعمال الفنانة نيبال السمري التي قدمت أعمالها أخيراً في مكتبة المعادي العامة في القاهرة. هي جريئة في خطوطها وطريقة استخدامها للخامة، ومختلفة في معالجاتها القوية للمساحات المرسومة. كما أن جرأتها في التعامل مع الخامة ومساحة الرسم تبدو مدهشة بالنسبة الى فنانة تخطو أولى خطواتها في قاعات العرض، خصوصاً انها ترددت كثيراً في عرض أعمالها. تخرجت السمري من كلية التجارة لكنها أحبت الفن ومارسته. علمت نفسها بنفسها من خلال القراءة والمشاهدة. ظلت تمارس فنها في مرسمها لسنوات من دون التفكير في عرض أعمالها. لكنها تحت إلحاح الأصدقاء والمحيطين بها أقدمت على العرض منتقية مجموعة كبيرة ومتنوعة من تجاربها خلال السنوات الماضية. في مجموعة الأبيض والأسود اختارت أن ترسم عناصرها بطريقة أقرب إلى الظلال أو «السيلويت» لتكون أكثر تحديداً، خصوصاً أنها تعودت على الوضوح في حياتها وعكسته في أسلوب يتسم بالصرامة والحدة في التعامل مع المساحات ودرجات الأبيض والأسود، كما لا يخلو أيضاً من العزوبة والرقة في الوقت ذاته. أما اللوحات الملونة، فهي وإن كانت تختلف عن الأبيض والأسود من حيث الشكل، إلا أنها تتسق معها في الوضوح والقوة في التعامل مع درجات اللون وصرامة الخطوط. ولم تكتف السمري باستخدام اللون فقط بل أقدمت على استخدام طريقة القص واللصق (الكولاج) في بعض اللوحات، مضيفة بعداً آخر للأعمال زاد من جرأتها البادية في التعامل مع السطح المرسوم. تجربة السمري مع الفن تمتد لسنوات كما تقول، منذ أن كانت طفلة صغيرة. حتى بعدما أُجهض حلمها في دراسة الفن، إلا أنها لم تستسلم، فظلت ترسم وتعبر عما يجول في خاطرها في لوحات. كانت ترى الإعجاب في عيون أصدقائها والمحيطين بها، وكانت تراودها بين الحين والحين فكرة عرض أعمالها أمام الناس، لكنها ظلت تؤجلها حتى جاءت اللحظة التي قررت فيها أن تخوض التجربة. تقول السمري: «فكرة عرض أعمالي أمام الناس كانت تصيبنى بالقلق، لكنني كنت أعرف جيداً أنها خطوة لا بد منها، لا بد من أن أكسر حاجز الخوف الذي منعني من العرض لسنوات طويلة، لذا رأي الأصدقاء قد لا يخلو من التشجيع والمجاملة، أما عيون الناس التي لا تعرفني فستكون أكثر صدقاً وأهمية بالنسبة الي، هذا ما كنت أدركه تماماً».