قال الرئيس السوري بشار الاسد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو «لن تعطي، ولم تعمل في يوم من الايام، من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني دولته المستقلة»، مشيراً الى انها «حكومة متطرقة تسعى الى اشعال الحروب والفتن والمشاكل» في منطقة الشرق الاوسط. وقال ان الاعتداء على «اسطول الحرية» دليل اضافي الى «إجرام اسرائيل وعدم إمكان قيام السلام مع هذه الدولة التي قامت في الأساس على الإرهاب». جاء ذلك خلال محادثات الاسد مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز في كراكاس، والتي تناولت العلاقات الثنائية والاوضاع في منطقتي الشرق الاوسط وأميركا اللاتنية. وبعد لقائه نحو 700 شخص من اعضاء الجالية السورية في مقر اقامته امس، انتقل الاسد وعقيلته السيدة اسماء الى هافانا، حيث يجري اليوم محادثات مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو، ويحتمل ان يلتقي الزعيم فيدل كاسترو. وأشار الاسد في مؤتمر صحافي مع تشافيز فجر امس، بتوقيت الشرق الاوسط، الى ان المحادثات تناولت اوضاع الشرق الاوسط، وقال: «نحن امام حكومة اسرائيلية لن تعطي، ولم تعمل في يوم من الأيام، من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني دولته المستقلة. كل ما نسمعه عن هذا الحديث وعن هذا الموضوع مجرد أحاديث وتصريحات إعلامية، لكن بالممارسات هذه الحكومة هي حكومة متطرفة وحكومة تسعى لاشعال الحروب والفتن والمشاكل في المنطقة»، معدداً استمرار الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وتهويد القدس والعدوان على «اسطول الحرية» قبل اسابيع. وزاد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية «تطرد السكان العرب الفلسطينيين، السكان الاصليين لفلسطين، من أراضيهم وبيوتهم من أجل ان تأتي بسكان مستوردين من الخارج ليسكنوا بدلاً منهم. هم يتحدثون عن دولة ديموقراطية ويتحدثون عن دولة يهودية في الوقت نفسه، وفي هذا تناقض كبير. كيف تكون دولة ديموقراطية لكل من فيها من العرب المسلمين والمسيحيين وتكون دولة يهودية؟ هذا الكلام غير ممكن من الناحية العملية إلا إذا كانت إسرائيل تريد أن تقدم نموذجاً جديداً في الديموقراطية يمكن ان نطلق عليه ديموقراطية الفصل العنصري». وزاد ان الاعتداء على «اسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة «دليل آخر ودليل صارخ وواضح على إجرام إسرائيل وعدم إمكان قيام السلام مع هذه الدولة التي قامت في الأساس على الإرهاب، لأن تركيا لم تكن في يوم من الأيام خصماً لإسرائيل ومع ذلك طاولت مواطنيها يد القتل والغدر. في المقابل المجتمع الدولي، لم يفعل شيئاً كما هي العادة عدا بعض التصريحات الخجولة ولم يقم احد بمعاقبة إسرائيل». وتابع الرئيس السوري انه متفق مع تشافيز «تماماً حول دعم المقاومة وحق المقاومة لكل شعب من الشعوب تنتهك حقوقه وتحتل أراضيه»، قائلاً ان «وصف المقاومة بالإرهاب غير مقبول. والإرهاب بالنسبة الينا في الشرق الأوسط هو كلمة واحدة لها مرادف وحيد هو إسرائيل تحديداً. بالتالي، نحن نؤمن بالمفاوضات كطريق طبيعي للسلام ونحن لسنا مع الحروب ولا مع الحصار، لكن عندما تفشل المفاوضات في إنجاز السلام، فالمقاومة هي الحل البديل ومن واجبنا جميعاً ان ندعمها».