أكد الرئيس بشار الأسد دعم سورية فنزويلا و»صمودها في وجه الضغوط التي تحاول اعادة عقارب الساعة الى الخلف». ودعا الى «علاقة استراتيجية» مع القارة اللاتينية تبدأ من كراكاس تربط بين الطرفين «الرغبة الشديدة في الاستقلال ورفض الإملاءات الخارجية واستقلال القرار الوطني». وقال «العالم يحترم فقط الأقوياء ولا يحترم الضعفاء الذي لا مكان ولا احترام لهم ولا مراعاة لمصالحهم». و قال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ان سورية ستكون «بوابة الدخول» إلى كل قارة آسيا والمنطقة. وأشار الى تشكل «خريطة جديدة» للشرق الأوسط من تكوين شعوب هذه المنطقة وإلى «انحسار النفوذ الأميركي في منطقتي اميركا اللاتينية والشرق الأوسط لمصلحة شعوب المنطقتين»، قائلاً :»التحالف بين دمشق وكراكاس هو محور الشجعان والشعوب والأحرار والعالم الجديد». وكان الأسد وشافيز يتحدثان في مؤتمر صحافي عقداه امس بعد المحادثات التي عقداها في كراكاس بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان ووزير شؤون الرئاسة منصور عزام، ذلك بعد مراسم الاستقبال وتبادل كلمتين. وقلد شافيز الرئيس الأسد أرفع وسام في فنزويلا وأهداه نسخة من سيف المحرر سيمون بوليفار، بعد توقيع مسؤولين في البلدين على تسعة اتفاقات ومذكرات تفاهم لتطوير التعاون. كما وعد شافيز وضع حجر الأساس لإقامة مصفاة للنفط سورية - فنزويلية - ايرانية في وسط سورية خلال زيارته قبل نهاية السنة، ورفع حصة مساهمة بلاده في الكلفة البالغة نحو 4.6 بليون دولار من 33 الى 45 في المئة. وبعد لقاء الجالية السورية، توجه الأسد وعقيلته السيدة أسماء امس الى هافانا ثاني محطة في جولته التي تشمل ايضاً البرازيل والأرجنتين وإسبانيا. وقال الأسد في بداية المؤتمر الصحافي ان سورية «تسعى لعلاقة استراتيجية مع القارة اللاتينية وتكون بدايتها بين سورية وفنزويلا تربط بين شعبين تجمعهما الرغبة الشديدة في الاستقلال ورفض الإملاءات الخارجية واستقلال القرار الوطني»، معتبراً ان «عوامل القوة تنبع من الوحدة الوطنية الداخلية والقرار الوطني المستقل وعدم الانعزال عن الأصدقاء والآخرين». وزاد ان فنزويلا «المحور الأساسي لعلاقة سورية مع أميركا اللاتينية حيث تجمعنا طموحاتنا المشتركة والتحديات المتشابهة وفي بعض الأحيان كانت تجمعنا خصومة لدول معينة. طبعاً، نحن لم نبحث عن خصومة وإنما هذه الدول هي التي وضعتنا في موقع الخصم وصادفت أن تكون هذه الدول نفسها وبالجدول الزمني نفسه». ونوه الرئيس السوري بمواقف فنزويلا خلال عدواني اسرائيل على لبنان 2006 وغزة 2009. وقال ان شافيز «بالنسبة للمواطنين العرب رمزاً من رموز الصمود عندما صمد في مواجهة الرياح العاتية التي أتت في شكل أساسي من الشمال. ولا أحد على مستوى العالم لا يحترم الرئيس شافيز. وأصبحت فنزويلا والرئيس شافيز رمزاً لل``مقاومة ورمزاً للكرامة». وتناولت المحادثات الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث شكر الأسد نظيره الفنزويلي على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، قائلاً ان «الحكومة الإسرائيلية لن تعطي ولم تعمل في يوم من الأيام من اجل اعطاء الشعب الفلسطيني دولته المستقلة. وكل ما نسمعه عن هذا الموضوع مجرد أحاديث وتصريحات اعلامية. ولكن بالممارسات، هذه حكومة متطرفة تسعى لإشعال الحروب والفتن والمشاكل في المنطقة، والدليل ما يحصل في غزة والحصار على الشعب الفلسطيني منذ سنوات عدة». كما تناول الحديث موضوع الملف النووي الإيراني السلمي. وقال :»المشكلة هي مشكلة معرفة. هم لا يريدون لأي دولة من الدول النامية ان تكتسب حق المعرفة وبخاصة في المجال النووي الذي يعتبر من أعلى المجالات العلمية». وزاد :»نجاح تركيا والبرازيل وإيران في توقيع الاتفاق الأخير حول الملف النووي هو الوقت نفسه فشل للدول الأخرى(خمسة زائد واحد) في الوصول إلى هذا الاتفاق لأكثر من سنة أو سنتين تقريباً. هذا يعني أن إيران لم تكن متشددة بل مرنة. من جانب آخر فإن مقاربتهم للموضوع والأساليب التي اتبعت للوصول إلى هذه النقطة مع إيران كانت غير صحيحة». وتابع الأسد انه سمع من شافيز شرحاً لتطورات الأوضاع في اميركا اللاتينة و»التحولات الإيجابية الجارية وبخاصة الاستقلال الوطني والرؤية لمستقبل هذه القارة والعلاقة بين منطقة الشرق الأوسط وقارة أميركا الجنوبية، وأكدت دعم سورية مواقف فنزويلا وصمودها في وجه الضغوط التي تتعرض لها من اجل ان تعود بعقارب الساعة الى الخلف وتصبح البلد الذي ينفذ الأوامر التي تأتي من الخارج». وأوضح الأسد ان جولته في اميركا اللاتينية تتضمن جوانب سياسية واقتصادية والعلاقة مع الجالية السورية، مشيراً الى ان «القارة اللاتينية أصبح لها اليوم موقع دولي مختلف عن القرن الماضي وحتى عن العقد الماضي» لافتاً الى ان «الدعم التاريخي للقضايا العربية العادلة الموجود منذ عقود، له اليوم وزن أكبر». وقال شافيز انه شمع من الأسد شرحاً لتطورات الشرق الأوسط و»الآن توجد خريطة جديدة في الشرق الأوسط من الشعوب والقيادات الشجاعة مثل سورية» واعتبر السياسة التى اتبعتها الإدارة الأميركية السابقة بأنها «كانت خاطئة وفشلت، وإن شعوب الشرق الأوسط وحكوماته وعلى رأسها سورية وضعوا الخريطة الجديدة للشرق الأوسط». وزاد :»على كل دولة ان تكون ذات سيادة وعلينا ان نحارب ونناضل لأجل سيادة الشعوب واستقلال قرارها. مشيراً الى ان «التحالف بين دمشق وكراكاس هو محور الشجعان والشعوب الأحرار والعالم الجديد». وقال شافيز رداً على سؤال ان «النفوذ الأميركي تراجع في منطقة أميركا اللاتينية على المستويات السياسية والاقتصادية، وأن الشيء نفسه حدث في منطقة الشرق الأوسط حيث حاولت الولاياتالمتحدة إنشاء شرق أوسط جديد وهذا المشروع فشل. والمعزول الآن في المنطقة هو إسرائيل والولاياتالمتحدة»، مؤكداً أن «المستقبل سيضمن تحقيق التوازن في الإنسانية وإنقاذ العالم من أحادية القطب والإمبريالية وهذا كفيل بإيجاد عالم حر وديمقراطي يسود السلام والاحترام بين شعوبه». ونقلت «رويترز» عن شافيز وصفه اسرائيل بأنها «دولة ابادة جماعية» تتصرف كقاتل لحساب الولاياتالمتحدة، وتوقع ان يتم وضع اسرائيل يوماً ما «في مكانها الصحيح». وأضاف «اصبحت (اسرائيل) ذراع القتل للولايات المتحدة. لا يمكن لأحد ان يشك في هذا.انها تهديد لنا جميعاً». وأضاف انه يؤيد النضال السلمي من اجل استرداد مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وأن «هذه الأرض ستعود يوماً ما الى سورية. بالطبع نريد ان يكون ذلك سلمياً لأننا لا نريد مزيداً من الحروب. ولكن يوماً ما سيتم وضع دولة الإبادة الجماعية اسرائيل في مكانها. ونأمل بأن تظهر دولة ديموقراطية في شكل حقيقي هناك يمكن ان نتقاسم معها نهجاً وأفكاراً».