اللجنة الأولمبية الدولية تحزم أمرها و تشمّر عن سواعدها ملوّحة ب «حرم أولمبي» على أبواب دورة ألعاب ريو دي جانيرو التي تنطلق في 5 آب (أغسطس) المقبل، إزاء استفحال فضائح المنشطات ومسلسلها الأسود. ولعل الإعلان عن الحالات الجديدة الخاصة بدورة بكين عام 2008 (31 حالة)، وتوقّع الكشف عن أخرى متعلّقة بدورة لندن 2012، بعد أيام قليلة من الحديث عن تنشّط ممنهج بأوامر عليا لعشرات الرياضيين (10 منهم حصدوا ميداليات في دورة سوتشي الشتوية عام 2014)، سرّع في «الاستنفار الأولمبي»، لا سيما بعد فضائح ألعاب القوى واحتمال غياب منتخبات عن ساحة «ريو 2016» في مقدّمها روسيا وكينيا. إزاء المحن المتفاقمة، أعادت وزارة الرياضة الروسية التموضع مبدية استعدادها لتقديم دعمها الكامل للتحقيق الذي فتحته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) عقب اتهامات الرئيس السابق لمختبر مكافحة المنشطات الروسي غريغوي رودشنكوف في خصوص استخدام بلاده نظامَ تنشّط خلال ألعاب سوتشي، مؤكّدة أن المتنشّطين، أياً كان بلدهم الأصلي، سيعاقبون ولن يشاركوا في المسابقا. وطالبت بأن تكون «المسؤولية شخصية»، لأن «الرياضيين النظيفين الذين أمضوا سنوات في التدريب واحترام القوانين والأنظمة بينها مكافحة المنشطات، يجب ألا يحرموا من حق المشاركة». ويعتبر هذا الموقف تشديداً على الدعم الذي أعلنته اللجنة الأولمبية الروسية الثلثاء ل «وادا»، واستعدادها «لتقديم مساعدة شاملة» للتحقيقات التي تجريها. وجزم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ بأن «العشرات من المتنشطين سيحرمون على الأرجح من المشاركة في ألعاب ريو» بسبب إعادة فحص عينات محفوظة في مختبر لوزان خاصة بالدورتين الأولمبيتين الأخيرتين، مهدداً بأن تكون العقوبة مدى الحياة، وتطاول محيطين بهم من إداريين وفنيين، علماً أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيقرر في 17 حزيران (يونيو) المقبل مشاركة الروس من عدمها. وكشف باخ أن تحقيقات معمّقة تجريها الأولمبية الدولية بالتوازي مع عمل «وادا» واعتمادها تقنيات حديثة جداً في إعادة الفحص والتحاليل، تمهيداً لاتخاذ إجراءات سريعة. وطلبت اللجنة الدولية أن تتولّى هيئة مستقلة أمور المنشطات خلال «ريو 2016» تخضع لمحكمة التحكيم الرياضي. وذكّر باخ بأن العائلة الأولمبية تدافع بشراسة عن الروح الرياضية وتَساوي الفرص، وتتصدّى بحزم لهذه الآفة الخطيرة احتراماً للمثل الأولمبية. وشكلت «وادا» لجنة طوارئ برئاسة ماتيو هولز، الضابط السابق في الدرك الفرنسي والإنتربول، وتضم حقوقيين وخبراء منهم البروفيسور كريستيان آيوت مديرة مختبر مونتريال. وطلب هولز نسخاً من المستندات والتسجيلات التي كشفها رودشنكوف، وتدين الأجهزة الروسية، أو لقاءه في مقر إقامته في لوس أنجليس، علماً أن القضاء الأميركي سيتحرّك أيضاً كما تردد أمس. واللافت أن «الشبكة السوداء» غير بعيدة من رياضيين عرب متورطين. فقد اعتقلت الشرطة القضائية المغربية أخيراً عدداً منهم ومروجي منشطات، بناء على شكوى من الاتحاد المغربي لألعاب القوى. وأوردت وسائل إعلام مغربية اعتقال عداء مغربي مقيم في إيطاليا كان يزوّد زملاء مغاربة ب «فيتامينات محظورة دولياً»، وأن «عدد الموقوفين وصل إلى ثمانية متهمين»، كما يشتبه بعيادات وصيدليات. ومكّن التنصت الهاتفي والتحويلات المالية من اكتشاف مصدر تلك المنشطات، إذ حُدّد موردون في فرنساوإيطاليا.