تركزت أنظار المراقبين في نهائيات كأس العالم 2010 على اللاعبين الشبان الذين ينتظرهم مستقبل واعد من النجومية ومن بين هؤلاء 8 لاعبين معظمهم من القارة السمراء، وهم بلا شك محظوظون كونهم شاركوا في المونديال على رغم عدم تجاوزهم ال 20 من أعمارهم، ما يعني أنهم حظوا بشرف معايشة أجواء المونديال قبل بلوغهم ال 20. أبرز اللاعبين الشبان المشاركين في البطولة هو قائد المنتخب الغاني جونثان منساه والذي حمل كأس العالم للشباب التي أقيمت أخيراً في مصر بعد أن تغلب «النجوم السوداء» على المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح في المباراة الختامية. ولا يزال أمام لاعب سندرلاند (182 سنتميتراً) المولود في 31 تموز (يوليو) من عام 1990 مستقبل كبير خصوصاً أنه خبر المنافسات الأوروبية بعد تجربة عريضة فهو تنقل ما بين أندية بولونيا وجنوى في إيطاليا، ورين وليون الفرنسيين وبيلينزونا السويسري وكييفو فيرونا فضلاً عن مشاركاته مع منتخب بلاده في عدد من المنافسات الدولية البارزة. اللاعب الثاني في قائمة اللاعبين الشباب هو زميل منساه المدافع لي آدي المولود في 7 يوليو 1990 والذي يبلغ طوله 187 سم ويملك في رصيده 11 مباراة دولية. وكان مدافع نادي بيكام تشلسي الغاني لي آدي برز في كأس العالم للشباب أيضاً إلا أنه ارتكب حينها خطأين دفاعيين أمام المنتخب الأنغولي أصحاب الأرض والجمهور في تلك البطولة كادا يطيحا بآمال منتخب بلاده لولا عدم توفيق مهاجمي المنتخب الانغولي في استثمارهما. اللاعب الثالث في القائمة هو لقمان هارونا قائد المنتخب النيجيري الذي شق طريقه في القائمة الأساسية لمنتخب بلاده في المباراة الافتتاحية أمام الأرجنتين في المونديال الحالي واجتذب قسطاً من الأضواء بعد إعاقته للاعب الشهير ليونيل ميسى في الدقيقة 77 من المباراة ونال هارونا على إثرها البطاقة الصفراء، ويعد هارونا من أعمدة دفاع نيجيريا. وكان نادي موناكو الفرنسي خطف اللاعب الشاب (177 سنتميتراً) من أنظار ريال مدريد وأندية أوروبية عدة ونجح في ضمه الى صفوفه في عقد يستمر لمدة 4 أعوام وذلك عقب تألقه مع منتخب بلاده في بطولة العالم (تحت 17 عاماً). وعلى رغم أن منتخب بلاده لم يتأهل إلى دور ال 16 وفرط في فرصة ثمينة إلا أن هارونا أثبت تواجده كلاعب صاحب امكانات عالية. اللاعب الرابع في القائمة هو لاعب المنتخب الكاميروني فينسنت أبو بكر وهو اللاعب الوحيد في منتخب بلاده الذي يلعب في الدوري الكاميروني المحلي، إذ لا يزال ضمن قائمة نادي كوتون سبورت جاروا بينما بقية اللاعبين يلعبون لأندية عالمية مختلفة في مختلف أرجاء العالم. وفي ظل وجود قائمة من النجوم في خط هجوم المنتخب الكاميروني بقيادة صامويل إيتو لم تكن فرصة فينسنت بالمشاركة مع الفريق متاحة إلا أن تواجده إلى جوار أسماء بهذا الحجم أتاح له اكتساب خبرة عريضة. ولا شك أن فينسنت يسعى إلى السير على خطى النجم إيتو الذي برع في الملاعب الأوروبية وأضحى أبرز المهاجمين على الصعيد الأوروبي ويبدو المستقبل كبيراً أمام اللاعب الذي اشتهر في بلاده بلقب «إيتو الصغير»، إذ سيلتحق انطلاقاً من الموسم المقبل بنادي فالينسيان الفرنسي الذي نجح في ضمه إلى صفوفه. وإن كانت الفرصة لم تتح لأبو بكر إظهار مواهبه فإن فرصة مواطنه قلب دفاع شالكه الألماني جويل ماتيب كانت أكثر سهولة إذ وجد طريقه سريعاً للقائمة الأساسية، فاللاعب الذي يبلغ طوله 194 سنتميتراً والمولود في 8 أغسطس 1991 نجح في تمثيل منتخب بلاده في المونديال بدءاً من المباراة الافتتاحية امام اليابان رافعاً بذلك رصيده من المباريات الدولية. وكان ماتيب قي درجة الشباب في النادي الألماني قبل أن يصعد أخيراً إلى الفريق الأول وينجح في تقديم نفسه كأحد أبرز اللاعبين الواعدين ما اضطر نادي شالكة الألماني إلى توقيع عقد معه يمتد حتى عام 2013، ويعتبر ماتيب من أبرز قائمة اللاعبين تحت 20 عاماً المشاركين في المونديال وكان اللاعب الشاب يدرس قبل المونديال إن كان سيشارك مع المنتخب الكاميروني أو الألماني، إذ كان بإمكان اللاعب المولود في ألمانيا تمثيل «الماكينات» فيما لو رغب في ذلك. اللاعب السادس في القائمة هو كريس وود القادم الوحيد في قائمة النجوم الشباب من قارة أوقيانيسيا وهو من موالد 7 ديسمبر 1991 ويلعب لنادي دكاوست بروميتس ليون الإنكليزي وانضم إلى قائمة المنتخب النيوزيلندي في عام 2009 ويتمتع ببنية جسدية قوية (191 سنتيمتراً) ويحمل في رصيده 9 مباريات دولية. نال المهاجم النيوزيلندي الشاب أخيراً جائزة أفضل لاعب شاب في نيوزيلندا للعام الثاني على التوالي. اللاعب السابع في قائمة اللاعبين الشبان هو لاعب المنتخب الدنماركي كريستيان ايركسن والذي بلعب لنادي أياكس أمستردام الذي يعد إحدى البوابات البارزة لبزوغ النجوم. ويحظى أصغر لاعب في «المونديال» المولود في 10 شباط (فبراير) 1992 بمتابعة من مانشستر يونايتد وتشلسي الإنكليزيين اللذين سلطا أضواءهما على اللاعب، خصوصاً أن عقده مع أياكس ينتهي في كانون الأول (ديسمبر) 2011، ولا شك أن مشاركته في المونديال تمنحه خبرة كبيرة لإظهار مواهبه فيما لو وجد فرصته للمشاركة أساسياً. مدرب أياكس سبق أن طلب من إدارة ناديه التجديد مع اللاعب الذي يعد أصغر لاعب في قائمة المنتخب الدنماركي لأن بقاءه مع فريقه غير مرجح في ظل متابعته من أندية أوروبية بارزة على خط المتنافسين على خطف اللاعب. ويشار إلى أن أول ظهور لأريكسون مع المنتخب الوطني كان قبل أقل من أربعة أشهر وتحديداً في المباراة الودية لمنتخب بلاده ضد النمسا في 3 آذار (مارس) الماضي وأضحى اللاعب الشاب بذلك ثالث أصغر لاعب ينضم للمنتخب الدنماركي بعد هارالد نيلسن ومايكل لاودروب. جردان شاكيري هو آخر اللاعبين في القائمة وهو منضم حديثاً إلى المنتخب السويسري ولا يملك سوى 3 مباريات دولية في رصيده كان آخرها أمام الأوروغواي في 3 مارس الماضي، ولا يعد شاكيري من الخيارات الأولى لمدرب منتخب بلاده ولكنه لفت الأنظار في الدوري المحلي، إذ يلعب لنادي بازل. القاسم المشترك الأكبر بين اللاعبين الثمانية هو أنهم الأصغر عمراً بين اللاعبين المشاركين في «المونديال» وإذا كانت مقاعد الاحتياط مكان معظمهم حالياً فإن أمامهم 3 مونديالات وربما 4 أخرى ليظهروا بها مجدداً وحينها ربما يكونون محط الأضواء والمتابعات الإعلامية، إذ من المحتمل أن يكونوا نجوم منتخبات بلدانهم في ذلك الحين. اللاعبون ال 8 يشارك 4 منهم في الدوريات الأوروبية، فيما سيلتحق بهم اللاعب الخامس الموسم المقبل بينما ينتظر أن يلتحق بهم ال 3 الآخرون، فمنتهى اللاعبين البارزين دائماً ما يكون للأندية القادرة على دفع مبالغ كبرى لصفقات الانتقال وهو ما تستطيع فعله أندية أوروبا الكبرى. ويتنافس اللاعبون ال 8 إضافة إلى آخرين من خارج قائمة اللاعبين تحت حاجز ال 20 عاماً على جائزة أفضل لاعب واعد والتي سيقدمها «الفيفا» في ختام البطولة ولا شك أن الحاصل على هذه الجائزة سيجتذب مزيداً من الأضواء في مسيرته الكروية المقبلة، وستبقى الجائزة بلا شك علامة بارزة في مسيرته الكروية.