سعت الحكومة الموقتة في قرغيزستان الى تثبيت الهدوء في مناطق الجنوب تمهيداً لاجراء استفتاء على دستور جديد مقرر غداً، معلنة نيتها بدءاً من اليوم، رفع حظر التجول المفروض في مقاطعتي أوش وجلال آباد الجنوبيتين، فيما اعلنت اعتقال متهمين بارزين باشعال اعمال العنف التي اندلعت بين القيرغيز والاوزبك قبل ثلاثة اسابيع، واسفرت عن مقتل الفي شخص على الاقل. وقالت رئيسة الحكومة الموقتة روزا أوتونبايفا في كلمة متلفزة وجهتها إلى الشعب القرغيزي: «سنرفع حظر التجول بدءاً من السبت نظراً الى تحسن الأوضاع في المناطق التي أُعلن فيها الطوارئ». وتتطلع الحكومة التي رفضت تأجيل موعد الاستفتاء على رغم موجة العنف التي اجتاحت الجنوب، الى ان يضع اقرار الدستور الجديد وانتخاب رئيس موقت للبلاد حداً لانتشار الفوضى في البلاد، ما اثار قلقاً اقليمياً ودولياً واسعاً. وبعدما بحث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ملف قرغيزستان مع نظيره الاميركي باراك اوباما خلال زيارته الى واشنطن، حذر من اخطار تقسيم البلاد او وصول قوى متشددة الى السلطة فيها اذا استمرت حال الفوضى الحالية. وأمل على غرار اوباما في أن تؤدي الانتخابات المقبلة الى بناء سلطة حقيقية في قرغيزستان تستطيع تسوية مشاكل الجمهورية ومواجهة التحديات الحالية فيها. وقال: «يساور المجتمع الدولي قلقاً جدياً من امكان ان تقع السلطة في ظل هذه الظروف في ايدي متشددين. واذا حصل ذلك فسنضطر الى مواجهة المهمات ذاتها التي يجري التعامل معها في مناطق مضطربة اخرى»، موضحاً أنه يقصد المهمات التي يجري التعامل معها حالياً في افغانستان، والتي بحثها مع الرئيس اوباما. الى ذلك، أعلنت الحكومة القرغيزية ان بعثة تقويم من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وصلت إلى العاصمة بشكيك امس. أشار ناطق باسمها الى أن مهمة البعثة تتلخص في تقديم مساعدة لوجيستية من اجل استعادة النظام. على صعيد آخر، اكد القائم بأعمال وزير الداخلية القرغيزي بولوت شير ان وحدات الشرطة اعتقلت سنجار باكاييف، ابن شقيق الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بك باكاييف، الذي تعتبره السلطات القرغيزية ابرز منظمي أعمال الشغب الأخيرة في جنوب البلاد.