الذهب يرتفع إلى 2938.57 دولارًا للأوقية    استشهاد أربعة فلسطينيين في رفح    مندش: نعمل من أجل تحقيق اللقب الآسيوي    نائب أمير الرياض يرعى الحفل السنوي لجمعية كيان للأيتام    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق    1:42 أفضل وقت لنوم القيلولة    الاستحمام بالماء البارد يعزز النوم والراحة    آباء يتساءلون عبر «عكاظ»: لماذا غاب التدرّج في الاختبارات المركزية؟    رمضان اقترب.. جهّز جسمك للصوم    محادثات الرياض.. اختراق إستراتيجي    إرهابيون من 50 دولة على حدوده.. والملف مسؤولية دولية.. العراق يطالب دول العالم بسحب رعاياها من «الهول»    "المستحيل الذي تحقق".. الناصر: 100 مليار دولار استثمارات غاز "الجافورة"    بتوجيه من خادم الحرمين وولي العهد.. عبدالعزيز بن سعود يستعرض مع ملك الأردن ووزير الداخلية التعاون الأمني    شاهد| التعاون يعبر الوكرة ويتأهل إلى ربع نهائي" أبطال آسيا 2″    ملخق أبطال أوروبا.. ريال مدريد يقسو على سيتي بثلاثية    خلال مشاركته في المنتدى السعودي للإعلام.. وزير الطاقة: ولي العهد صانع التأثير والتغيير    أمير منطقة المدينة المنورة يزور محافظة وادي الفرع    بحضور الأمير سعود بن جلوي.. قنصلية دولة الكويت تحتفل باليوم الوطني ال64    مقتل طفلة ضرباً لسرقتها شوكولاتة    تشييع قطان في المدينة    رحيل الأديب الحارثي    قلم أخضر    «الشؤون الإسلامية»: البرنامج يستهدف 61 دولة    "حافلات المدينة" تطلق خدمات النقل الترددي بداية شهر رمضان    محذرة من الحرب الشاملة على الضفة وغزة.. السلطة الفلسطينية: الاحتلال يدفع المنطقة لدمار واسع    كيلوج: إنهاء الحرب سيكون جيدًا لأوكرانيا وأوروبا والعالم    ترمب: شكرا ل «محمد بن سلمان».. والسعودية مميزة    أمير القصيم يرعى انطلاقة ملتقى القطاع التعاوني    الطائف تودع الزمزمي أقدم تاجر لأدوات الخياطة    هنا في بلادي.. نحتفل بالإنجاز    فيصل بن نواف يتسلم تقرير أحوال الجوف    مستقبل السعودية.. جذور متأصلة ورؤية متمكنة    «بوريس جونسون»: محمد بن سلمان قائد شجاع    الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز..سيرة عطرة ومسيرة ملهمة    الأمير سعود بن مشعل يدشن الهوية الجديدة لموسم جدة    "الداخلية" تنظم ندوة يوم التأسيس    قاعة تركي السديري: إرث إعلامي يحتضن المستقبل في المنتدى السعودي للإعلام    توظيف التقنية للحفاظ على الحرف التراثية    المملكة تبحث سبل دعم العمل الإنساني في طاجيكستان    وزير الخارجية يصل جوهانسبرغ للمشاركة في اجتماعات G20    تنفيذ "برنامج خادم الحرمين لتفطير الصائمين" في 61 دولة    د. عادل عزّت يشكر المعزّين في وفاة والده    أستون فيلا يعيد ليفربول لنزيف النقاط ويقدم خدمة لآرسنال    ميزانية الإنفاق ونمو الإيرادات    علاقة الحلم بالاستدعاء الذهني    ليب 2025 وصناعة المستقبل الصحي !    الاتفاق يواجه دهوك العراقي في نصف النهائي لدوري أبطال الخليج للأندية    «الانضباط» توقف سيماكان مدافع النصر مباراتين بسبب «السلوك المشين»    التمويل السكني للأفراد يتراجع الى 2.5 مليار ريال    نادي فنون جازان يحتفي بالمشاركين في معرضي "إرث" و" في حياة الممارسين الصحيين"    جمعية«اتزان» تعقد اجتماعاً تحضيرياً لفعاليات يوم التأسيس بجازان    الهيئة العالمية للتبادل المعرفي تكرم رواد التربية والتعليم    على نفقة الملك.. تفطير أكثر من مليون صائم في 61 دولة    محافظ صامطة يدشن الحملة الوطنية المحدودة للتطعيم ضد شلل الأطفال    مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية في مكة المكرمة    بتوجيه من سمو ولي العهد.. استضافة محادثات بين روسيا وأمريكا.. مملكة الأمن والسلام العالمي    أمير الرياض يتسلم تقرير جامعة المجمعة.. ويُعزي السليم    محافظ محايل يتفقد مشروع مستشفى الحياة الوطني بالمحافظة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أردوغان أمام الحقائق

«انتهى» كلمة تصدرت عناوين الكثير من الصحف التركية، وجعلت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يتنفس الصعداء، كرد فعل على القرار الذي اتخذته المحكمة الدستورية بإلغاء قانون محاكمة العسكريين أمام المحاكم المدنية، فتلك الكلمة تعني الكثير لحزب العدالة والتنمية، لأنها تمكنت من الغاء بروتوكول «اماصيا»، الذي يجيز للمؤسسة العسكرية، ومن دون إذن من الحكومة، حرية التدخل في شؤون البلاد الداخلية لحمايتها من اي اضطراب داخلي، ما يعني ان هذا الإلغاء شكل نقلة نوعية باتجاه مربع التجاذب السياسي بين الطرفين، فهل يكفي هذا ال «تجاذب»، والحراك السياسي لحل الاشكاليات الخارجية للجمهورية التركية اقليمياً وعالمياً؟
ان الاشكاليات الخارجية، التي تحاصر الجمهورية التركية كثيرة، وتتطلب سياسة موحدة وصريحة، لإيجاد حلول جذرية لها، وما قضية الابادة العثمانية للأرمن عام 1915 الا مثالاً واضحاً لإشكاليتين: الاولى، سياسية، كمطلب لدخول الاتحاد الاوروبي. والثانية اقتصادية، لأن الجانب التركي لا يستطيع الاعتراف بتلك المذابح - ليس لأنه ينكرها - بل لأنه لا يريد ان يخسر أذربيجان (أهم ممر ومورد للغاز)، على خلفية ناغورني قره باخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان والتي احتلتها الأولى مطلع التسعينات من القرن الماضي، حيث انه يشترط إعادة تلك المنطقة الى الأذريين في مقابل الاعتراف بالإبادة، ولكن ألا يشكل هذا الاشتراط مصيدة ستقع فيها تركية إن لم تقرأ الواقع العالمي جيداً؟
هذا السؤال ينقلنا الى منطقة أخرى، هو الشطر الشمالي لجزيرة قبرص (الشروط الاوروبية لدخول الاتحاد)، فقد صادق مجلس الاتحاد الاوروبي في تقريره للعام الماضي، على انسحاب الجيش التركي من تلك الجزيرة، ما شكل ضربة موجعة للحكومة التركية، التي تسعى الى توحيد الشطرين من دون تدخل اطراف اخرى، وهو النهج نفسه الذي استعمله الكونغرس ضد تركيا، بالمصادقة على وثيقة تدين الاتراك بارتكاب مجازر ضد الارمن. هذا اضافة الى ناقوس الخطر الذي تدقه محكمة الاستئناف السويسرية التي أخذت على عاتقها ملاحقة اي تركي ينكر تلك المجازر، وقد صادقت أخيراً على حكم قضائي بتغريم ثلاثة أتراك بتهمة رفضهم الاعتراف بمزاعم وقوع مذبحة ضد أرمن الأناضول إبان الحرب العالمية الأولى، وهذا ما حدث أيضاً لمواطنين اتراك قبل ثلاث سنوات.
إزاء هذه الاشكاليات، ما الذي يتوجب على تركيا عمله؟
على تركيا أن تقف موقفاً جدياً تجاه هذه القضايا، بعيداً من التصلب في طرح القرارات والاشتراطات، وكما هي الحكومة التركية مبدعة في سحب البساط من تحت مؤسسة الجيش، يجب عليها ألا تكون منقسمة وضبابية على نفسها «سياسياً» في سحب البساط من تحت الاتحاد الاوروبي، كشرط لدخوله.
ان المؤسسة السياسية لا تختلف كثيراً عن مؤسسة الجيش، من ناحية ضبابية القرارات (داخلياً)، ومخاطبة الآخر (خارجياً)، ويتضح ذلك، ليس «بتنافر الجيش مع الحكومة، أو مع الاشتراطات الاوروبية»، بل من خلال الانقسام الواضح في المؤسسة العسكرية نفسها، فعلى الجانب الداخلي، لا ترتبط رئاسة الاركان بوزارة الدفاع كبقية دول العالم، أما خارجياً وبسبب تباين البرتوكول التركي مع بروتوكول «الناتو»، فإن رؤساء اركان الجيش التركي يرفضون حضور اجتماعات حلف الناتو، لأن الأخير يُجلس وزراء الدفاع في المقاعد الامامية للمجلس، مقدماً اياهم على رؤساء الاركان، على عكس البروتوكول التركي الذي يقدم رؤساء الاركان على الدفاع.
ما يجب أن تعرفه تركيا - وعلى رغم الشعبية الاقليمية التي تمتلكها - «ان الوصول الى رأس الهرم ليس بالامر اليسير»، وما يجب ان تعرفه ايضاً انها تمثل جسراً واصلاً بين الشرق والغرب، وتجسد ثلاث دوائر جغرافية: الدائرة الاوروبية، والدائرة العربية، والدائرة الآسيوية الوسطى، ما يحتم عليها المحافظة على هذا المثلث الاستراتيجي «اوروبياً» لجني الكثير من المستقبليات، لأن عجلة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي تدور بصعوبة، ولا مجال أمام تركيا إلا الانضمام اليه، كي تحافظ على قوتها وديمومتها، الأمر الذي يتطلب منها اعادة ترتيب بيتها الداخلي (سياسياً ودستورياً وعسكرياً وكردياً) بما يتناسب مع البيت الاوروبي، إذا أرادت الانضمام اليه، كي تستطيع بعد ذلك مخاطبة العالم. ولن ينفعها اي تكتل استراتيجي خارج هذا الاتحاد، كالذي تسعى الى صوغه مع سورية والعراق وإيران وغيرها من التحالفات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.