ظل المسؤولون في «تعليم الرياض» يرددون عبارة تقول: «مدارس المنطقة تحاول أن تخلق جواً هادئاً لطلاب وطالبات المدارس». إلا أن هذه العبارة على ما يبدو، ليست إلا رسالة يوجهونها إلى وسائل الإعلام لنشرها على الملأ، ولا تجد دورها الحقيقي بين قائدي وقائدات بعض المدارس. مما قد يضطر وزير التعليم نفسه إلى التدخل أحياناً، كما في هذه المرة. وبين الحوادث التي برهنت على ذلك، ما وقع لطالبات الانتساب اللاتي بدأن اختباراتهن مطلع الأسبوع الجاري في إحدى الثانويات بحي الازدهار (104)، التابعة لمكتب التعليم في شمال الرياض، اشتكين من القسوة في تعامل معلمات المدرسة معهن، من خلال رفع أصواتهن عليهن، واعتبارهن وكأنهن متطفلات على المدرسة، فيما لوحت بعض المعلمات بمماطلتهن في اختباراتهن الصباحية. طالبات الانتساب البالغ عددهن نحو 37 طالبة (تحتفظ «الحياة» بأسمائهن) أوضحن أنهن تقدمن لإجراء اختبارات نهاية العام مثل بقية زميلاتهن الأخريات، لكنهن قوبلن من إدارة المدرسة ب«المعاملة السيئة»، وقلن: «لم نجد إلا كل إجحاف وتذمر، سواءً من معلمات المدرسة أم من قائدتهن». وأشرن إلى أن المعلمات يتطاولن عليهن بالكلام «غير اللائق»، على حد تعبيرهن، فيما لوحت القائدة لهن بأن يكون خروجهن بعد ال1.30 ظهراً. وقالت إحدى طالبات الانتساب ل«الحياة»: «ذقنا المر والإهانة من طريقة التعامل معنا»، وأضافت: «احتقرنا بكل معاني الكلمة ولا نعرف الأسباب، يماطلن بنا من دون أسباب معروفة». وتابعت: «أصبح الواقع مراً على الطالبات، ولم يجدن حلولاً لدى مركز الإشراف أو المسؤولين في تعليم الرياض». ورأت أن «الصمت» يكاد يكون خير وسيلة للخروج من قبة التطاول على الطالبات في تلك المدرسة، من غير محاسبة أو رقابه على المقصرات، من عضوات هيئة التعليم. وتواصلت «الحياة» مع مساعد المدير العام للشؤون المدرسية والتعليمية في «تعليم الرياض» حمد الشنيبر، ونقلت إليه ما يحدث لهن في تلك المدرسة من تطاول المعلمات، إلا أنه رد على استفسار الصحيفة مكتفياً بكلمة «سأعالج الموضوع»، وعلى ما يبدو أن «المعالجة» لم تتحقق على أرض الواقع، بل جاءت وكأنها لتخفيف توتر وغضب الطالبات، الذي ما زال مستمراً لليوم الرابع على التوالي، في اختبارات نهاية العام الدراسي، وهن يشتكين من أن المعاناة مستمرة، وتعامل المعلمات سيئ، والحلول مفقودة بين «مسؤولي التعليم». من جهته، تجاوب وزير التعليم أحمد العيسى مع معاناة الطالبات، وقال ل«الحياة» إنه تواصل مع مديرة مكتب الإشراف التربوي في شمال الرياض، وسيتم معالجة الوضع، على حد قوله. 81 طبيباً وطبيبة للاختبارات يشارك 81 طبيباً وطبيبة في الوحدات الصحية المدرسية التابعة ل«تعليم الرياض»، في الإشراف على الحال الصحية للطلاب والطالبات، أثناء تأديتهم للاختبارات، وتم تخصيص مركز صحي في 81 مدرسة للبنين والبنات، تحمل عنوان «امتحان بصحة وأمان». وأوضح مدير الصحة المدرسية وحيد الخميس أن الإدارة تسعى إلى سلامة جميع الطلاب والطالبات أثناء أداء الاختبارات، وتحرص على توعيتهم صحياً بالأشياء التي يتوجب عليهم تناولها، والأشياء الواجب التقليل منها. وأضاف الخميس: «تقوم المراكز الصحية بالتدخل السريع والمبكر للحالات الطارئة، وتقليل الشحن النفسي الزائد لدى الطلاب والطالبات». وزاد: «تقوم هذه المراكز برصد الحالات والممارسات السلبية من الطلاب، والعمل على دراستها وتحليلها وتقديم البرامج العلاجية والتوعوية». ولفت إلى أن الإدارة أنشأت 49 مقراً للإشراف الصحي للبنين، و32 مقراً للإشراف الصحي للبنات، وتقوم هذه المقرات بتقديم الخدمة إلى جميع المدارس في الحي، إلى جانب تقديم الاستشارات الطبية لجميع الطلاب والمعلمين.