في إجراء تقشفي جديد يعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قريباً إلغاء حفلة ال «غاردن بارتي» التي تقام سنوياً لمناسبة العيد الوطني في 14 تموز (يوليو) في حديقة قصر الإليزيه لاستقبال المدعوين ليتذوقوا كل أنواع المأكولات والمشروبات التي تقدمها المناطق الفرنسية. وأدخل تقليد الحفلة السنوية في حديقة الاليزيه الرئيس السابق فاليري جيسكار ديستان عام 1978، تليها مقابلة تلفزيونية معه. لكنها اقتصرت في عهده وعهد خلفه الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران على عدد محدود من الضيوف. وعمل الرئيس السابق جاك شيراك على أن تكون الحفلة مناسبة لاستقبال عدد كبير من المدعوين، خصوصاً من أفراد من الشعب، مبقياً على تقليد المقابلة التلفزيونية السنوية من الحديقة. أما ساركوزي فقد بدأ بإلغاء المقابلة السنوية من الحديقة، ويستعد الآن لإلغاء الحفلة التي بلغت كلفتها العام الماضي أكثر من 732 ألف يورو لتغطية نفقات 7500 مدعو، أي دفعت خزينة الدولة نحو مئة يورو لاستقبال المدعو الواحد. وتشير دوائر الاليزيه الى أن ساركوزي ورئيس حكومته فرانسوا فيون عازمان على تطبيق التقشف في دوائر الدولة، ومنه إلغاء الحفلة السنوية في حديقة القصر الرئاسي. وكان ساركوزي ألغى أيضاً الطائرات الخاصة لنقل الصحافيين المعتمدين لدى الإليزيه لتغطية الزيارات الرئاسية التي كانت تكلف الصحافي المشارك مبالغ مخفضة. أما الآن فمن يريد تغطية زيارات الرئيس أو رئيس الحكومة فعليه أن ينتقل على متن طائرة تجارية بالتنسيق مع قسم الصحافة في الرئاسة. وقالت مصادر الرئاسة ل «الحياة» إن تكاليف الطائرات الخاصة كانت تبلغ مئات ألوف اليورو ولا تغطيها المبالغ التي يدفعها الصحافيون. لكن وقف الهدر واستغلال المنصب والتقشف لم تطاول بعد كل الوزارات، إذ كشفت صحيفة «لوكانار انشينيه» أن الوزير كريستيان بلان اشترى كمية كبيرة من السيجار من موازنة وزارته، قبل أن يسرع الوزير الى تسديد قسم من ثمنها بعد نشر الخبر في الصحيفة التي قدّرت سعر السيجار الواحد ب 12 يورو. وصرح رئيس الحكومة بانه من الضروري أن يدفع بلان كل مصاريفه الخاصة ويسددها من ماله الشخصي. وكان الإعلام الفرنسي كشف تقاضي الوزيرة السابقة كريستين بوتان (بعدما أبعدها ساركوزي من الحكومة) لقاء وظيفة مبهمة 9000 يورو شهرياً. واضطرت المسؤولة السابقة الى أن تتخلى عن هذه الوظيفة التي قال عنها الحزب الاشتراكي المعارض انها من أجل «إسكات بوتان وتهدئتها إزاء ساركوزي بعد خروجها من الحكومة».