دخلت واشنطن أمس على خط السجال بين إسرائيل ولبنان حول إبحار سفن من الموانئ اللبنانية الى غزة لفك الحصار عنها والتهديدات الإسرائيلية بمنعها من بلوغ شاطئ القطاع المحاصر، فدعت الخارجية الأميركية الى التحلي بروح المسؤولية لتفادي توجه سفينتي الناشطين الذين ينوون الانطلاق من لبنان الى غزة. واعتبرت ان نقل المساعدات عبر البحر «ليس مناسباً ولا مسؤولاً وبالتأكيد ليس فاعلاً أياً تكن الظروف». (راجع ص 6 و7) وعلى غرار اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط المؤلفة من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، دعت واشنطن «جميع الراغبين في نقل سلع الى القيام بذلك عبر القنوات الموجودة في شكل يمكن من تفتيش شحنتهم عند نقاط العبور البرية الى قطاع غزة». كما دعت الى تجنب «المواجهات غير المجدية»، مطالبة «كل الأطراف بالتصرف بشكل مسؤول». وجاء الموقف الأميركي بعد الرسالة اللبنانية الى الأمين العام للأمم المتحدة ضد التهديدات الإسرائيلية للبنان. ويعتزم القيمون على سفينة «ناجي العلي» (جوليا) التي تضم صحافيين لبنانيين وغير لبنانيين، والتي حصلت على ترخيص للإبحار الى قبرص، الانطلاق قريباً فيما أكدت السلطات القبرصية أنها ستمنع أي سفينة من الإبحار من موانئها الى غزة. في موازاة ذلك، أعلن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن المرحلة الراهنة «تقتضي من العسكريين الاستعداد لتنفيذ مهمتين أساسيتين: الأولى الاستعداد لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي ضد لبنان، والتنبه لما يخطط له العدو من فتن ومؤامرات، بهدف تحويل الأنظار عن جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق. أما المهمة الثانية، فهي الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، فالمناخ الأمني السليم، يوفر الإطار الحيوي لانتظام عمل الدولة ومؤسساتها، كما للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، وممارسة الحريات على أنواعها. وقبل ذلك كله، يشكّل العنصر الأهم من عناصر تعزيز المناعة الوطنية». واجتمع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس في القاهرة مع وزير الإعلام اللبناني طارق متري الذي شارك في مؤتمر وزراء الإعلام العرب في اطار الجامعة العربية. وصرح الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي بأن أبو الغيط «حرص على أن ينقل لمتري مدى الاهتمام الذي توليه مصر لدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، منوهاً بالطفرة الملموسة التي تشهدها العلاقات بين البلدين، والتي تجسدت في الزخم الذي أحاط باجتماعات الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة والتي عقدت خلال الشهر الجاري في بيروت». وأضاف الناطق أن ابو الغيط «جدد أيضاً خلال اللقاء التزام مصر التواصل مع مختلف الطوائف والقوى اللبنانية التي تعمل في إطار الشرعية، وبما يسهم في الحفاظ على استقرار الوضع السياسي والأمني في لبنان بشكل عام». أما الوزير متري فقال بعد اللقاء الذي تناول أيضاً التطورات الإقليمية: «مصر تقف دائماً الى جانب لبنان في المحافل الدولية، وخصوصاً في ما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية له، وبيننا وبين الأخوة المصريين عمل ديبلوماسي منسق، وتحدثنا اليوم عما أنجزناه معاً، باعتبار لبنان عضواً في مجلس الأمن، وبوصف مصر رئيسة مجموعة عدم الانحياز في الأممالمتحدة، وقد خضنا معاً معركة ديبلوماسية أثناء مؤتمر مراجعة اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية، حيث كنا نطالب بإدانة صريحة لسياسة الغموض النووي الإسرائيلي». وتفاعلت في بيروتوالخرطوم أمس قضية التعرض لرعايا سودانيين قبل أسابيع من قبل عناصر من الأمن العام اللبناني، والذي كان أثار احتجاجات سودانية. وعقد السفير السوداني في بيروت مؤتمراً صحافياً قال فيه إن عناصر الأمن العام «استخدموا المخاشنة والألفاظ النابية في حق أفراد سودانيين». وأعلن أن الأمن العام أطلق جميع الأشخاص الذين اعتقلوا وعددهم 54 شخصاً، وتمنى ألا يتكرر الحادث، مشيراً الى استجابة الأمن العام بتشكيل لجنة تقصي حقائق في شأن ما حصل. ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن السفير اللبناني في السودان أحمد شماط أن مسيرة سودانية اتجهت صباح أمس الى أمام السفارة اللبنانية في الخرطوم، تحمل شعارات ضد لبنان وتطالب بمقاطعة المصارف اللبنانية العاملة في السودان والبضائع اللبنانية، كما طالبوا برفع المذكرة الى رئيس الجمهورية اللبنانية والمسؤولين اللبنانيين. وأوضح شمّاط أنه ردّ عليهم بأنه يستنكر مجدداً الحادث وأن هذه القضية يتم التحقيق فيها، وقال: «أبلغتهم شجبي واستنكاري بشدة لما أقدموا عليه بشطب الأرزة اللبنانية باللون الأحمر وأن العلم اللبناني والأرزة لا يعاملان هكذا». وعلى الصعيد الداخلي بحث مجلس الوزراء في جلسة عقدها أمس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الأفكار التي اقترحها رئيس الحكومة سعد الحريري على رابطتي أساتذة التعليم الثانوي والتعليم المهني للعودة عن قرارهما مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية الجارية هذه الأيام وإصرارهما على مطالبهما بالحصول على 7 درجات علاوة على الراتب، خلال اجتماعه بقادة الرابطتين بعد ظهر أول من أمس. وقال وزير التربية حسن منيمنة إن الحريري اصطدم بتعنت الأساتذة أول من أمس وإنه اقترح عليهم الحصول 3.5 أو 4 درجات مع وعد بإعادة النظر في سلسلة الرتب والرواتب بعد مدة».