بحسب الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تضم السعودية 132 متحفاً بين حكومي وخاص، أبرزها المتحف الوطني والمصمك، وتوجد تلك المتاحف في مختلف مناطق المملكة، وتتميز العاصمة الرياض باحتوائها أبرز المتاحف السعودية، إذ يوجد بها متحف المصمك التاريخي، والذي يعد أحد أبرز المتاحف الوطنية في السعودية، وذلك لوجود حصن المصمك الذي يعد من أهم المعالم التاريخية في المملكة، ويحتل مكانة بارزة في تاريخ الرياض بشكل خاص والسعودية بشكل عام، لاقترانه بملحمة فتح الرياض التي تحققت على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن عام 1319. وأعدت أمانة مدينة الرياض عام 1400 دراسة خاصة لترميم «المصمك»، ثم تبنت في ما بعد وزارة المعارف ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجاً لتحويل هذا المعلم إلى متحف يعرض مراحل تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز، إذ تم افتتاحه مطلع 1995، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي كان يشغل منصب أمير منطقة الرياض حينها. كما تضم مدينة الرياض المتحف الوطني السعودي الذي يعد من أكبر المتاحف الموجودة في السعودية على مساحة 17 ألف مترمربع، وبدأ البناء به عام 1997 وتم افتتاحه عام 1999. ويتكون المتحف الوطني من تسع قاعات، تشمل قاعة الإنسان، والكون والتي تعرض بها الظواهر العلمية، إضافة إلى قاعة الممالك العربية والتي تشمل الفترة التاريخية للجزيرة العربية والممتدة من الألف السادس قبل الميلاد، وتضم عدداً من القطع الأثرية والمجسمات في تلك الفترة، إضافة إلى العديد من الصور والخرائط، في حين تضم القاعة الثالثة عرضاً شاملاً للتفاصيل التاريخية للعصر الجاهلي بالجزيرة العربية، وتحوي مجسمات تحاكي أهم مدنها وأسواقها وثقافة سكانها قبل الإسلام. في حين تشمل قاعة البعثة النبوية لوحات توضح النسب الكريم للرسول - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، ونبذة مختصرة عن سيرته العطرة منذ أن ولد في مكةالمكرمة إلى أن هاجر إلى المدينةالمنورة، وتشمل مقتنيات القاعة مصحفًا مخطوطًا، ولوحة تمثل خريطة طريق الهجرة من مكة إلى المدينةالمنورة، وممراً يجسد أحداث الهجرة بطريقة عرض الصوت والصورة. أما القاعة الخامسة وتحمل اسم قاعة الإسلام والتي تبرز ملامح الفترة الزمنية منذ هجرة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينةالمنورة، إضافة إلى عرض تاريخي لعهد الخلفاء الراشدين والدول الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية. كما خصص المتحف الوطني القاعتين السادسة والسابعة لتاريخ الدولة السعودية، والذي بدأ عام 1246، إضافة إلى عرض تاريخي موسع للدولة السعودية الحديثة، والتي قامت في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، كما تتضمن القاعة عرضاً لأبرز ملامح تلك الفترة من الناحية العمرانية، من خلال المجسمات والقطع الأثرية والوثائق والمقتنيات الأثرية، إضافة إلى عرض لتاريخ اكتشاف النفط في السعودية. وتشمل مقتنيات القاعة الثامنة على تاريخ الحج، إذ تعرض مجسمات لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وطرق الحج القديمة في الجزيرة العربية، كما تشمل القاعة معروضات أثرية ومواد تراثية ومخطوطات ووثائق وصوراً وخرائط وأفلام، أما القاعة التاسعة والأخيرة فهي قاعة العروض الموقتة، وتبلغ مساحتها 1000 مترمربع مخصصة للعروض الموقتة. فيما تضم خريطة المتاحف في السعودية إلى جانب هذين المتحفين عدداً من المتاحف المختصة والمنتشرة في المناطق السعودية، وتتميز معظم تلك المتاحف بعرض تراث تلك المناطق وتاريخها وحضارتها القديمة. ومن أبرز تلك المتاحف متحف الحرمين الشريفين الموجود في مكةالمكرمة، ويتكون من سبع قاعات تعرض جوانب عدة من أحوال الحرمين، وتوجد عند مدخل هذا المتحف صور قديمة وحديثة ومجسمات للحرمين الشريفين، كما تضم نماذج ثمينة من قطع أثرية ونقوش كتابية خاصة بالمسجد الحرام، إضافة إلى نماذج لكسوة الكعبة وبابها القديم، وآلة النسيج اليدوي الخاصة بصناعة كسوة الكعبة وغيرها من المقتنيات الخاصة بالحرمين الشريفين. ومن ضمن المتاحف التاريخية في السعودية متحف جدة، والذي أنشئ داخل قصر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بجدة، والمعروف باسم قصر خزام، والذي شيد عام 1923، في حين تم تحويله إلى متحف وطني عام 1995، ويعكس المتحف المراحل الحضارية والتاريخية لمنطقة الحجاز. يذكر أن «الرؤية2030» ركزت على الأهمية التاريخية للمملكة، لما لها من دور كبير في جعل السعودية في مقدم دول العالم.