كابول - أ ف ب، رويترز - تنفيذاً لسياسة «اليد الممدودة» التي أطلقها الرئيس الأفغاني حميد كارزاي خلال اجتماع المجلس القبلي الموسع (جيركا) الذي عُقد في كابول مطلع الشهر الجاري، أفرجت كابول عن 26 مشبوهاً بانتمائهم الى حركة «طالبان» من سجون البلاد أمس. وقال نصرالله ستانيكزاي، مستشار كارزاي العضو في لجنة مراجعة ملفات المعتقلين الذين يشتبه في صلتهم بالحركة: «راجعنا ملفات المفرج عنهم، ولم تتوفر أدلة كافية ضدهم»، علماً أن قرار الإفراج شمل 18 معتقلاً في سجن قاعدة بغرام العسكرية الخاضع لسيطرة القوات الأميركية، وستة من سجن خوست (شرق) واثنين من كابول. وأضاف أن «35 سجيناً آخرين بينهم 19 يحتجزهم الأميركيون سيطلقون قريباً». وقال مايكل غوتليب المسؤول المدني في سجن بغرام: «نسعى على غرار لجنة مراجعة ملفات المعتقلين، الى عدم اعتقال اي سجين استناداً الى تهم باطلة لا اساس لها»، فيما أوضح فضل أحمد فقيريار نائب المدعي العام في أفغانستان، ان السجناء الذين أطلقوا أوقفوا في أجزاء مختلفة من البلاد بينهم شابان في ال18 كانا يهمان بتنفيذ تفجير انتحاري. واعتبر هذا الإجراء الأول الذي يتخذه الرئيس الأفغاني بعد «جيركا السلام» التي أصدرت قراراً من 16 نقطة لإنهاء الحرب، في وقت تعتبر واشنطن سجناء بغرام، المعتقل بعضهم منذ سنوات من دون تكليف محامين للدفاع عنهم او توجيه تهم اليهم، أسرى حرب. وطالب «مجلس الجيركا» أيضاً برفع أسماء زعماء للمتمردين من اللوائح السوداء للأمم المتحدة وإجراء محادثات سلام مع من ينبذون العنف. ميدانياً، قتل تسعة جنود من الحلف الأطلسي بينهم ثلاثة استراليين واميركي في حادث تحطم مروحية، واثنان آخران في انفجار قنابل يدوية الصنع، فيما توفي جندي بريطاني، متأثراً بجروح أصيب بها قبل تسعة أيام، ما رفع الى 283 عدد العسكريين الأجانب الذين قتلوا منذ مطلع السنة في أفغانستان. يأتي ذلك بعد ساعات على تأكيد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن العمليات في أفغانستان «تحقق تقدماً على رغم صعوبتها وتكبدنا خسائر كبيرة فيها، وهو ما توقعناه». وأبدى غيتس قناعته بأن العملية توصف «بسلبية مبالغ بها، خصوصاً أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في منتصف الطريق فقط بعدما بدأ تطبيقها قبل أربعة او خمسة أشهر فقط وبمشاركة قسم من التعزيزات، في حين أعلن الرئيس باراك اوباما ان تقويم النتائج سيحصل في كانون الاول (ديسمبر) المقبل». وأكد غيتس أن الجيش الأفغاني يجب ان يستعد لتولي مسؤوليات أمنية أساسية في بعض المناطق بحلول تموز (يوليو) 2011، التاريخ المحدد لبدء انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد، مشيراً الى استمرار مشكلة الفساد في صفوف القوات الأفغانية «اذ يسرق ضباط أجور المجندين».