«تدخر لنا الحياة مفاجآت كثيرة، لكنني مستعد لمواجهاتها، وهي تزيدني إصراراً على إثبات صدقي وبراءتي». هكذا علّق رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني على قرار محكمة التحكيم الرياضي «تاس» أمس في لوزان، الذي قلّص عقوبة إيقافه من 6 إلى 4 أعوام عن مزاولة أي نشاط مرتبط باللعبة، وبالتالي خسر معركة تبرئة نفسه من التهم التي طاولته عقب فضيحة الفساد التي هزت أركان الاتحاد الدولي «فيفا»، ما يجعله يتطلّع إلى القضاء السويسري «المدني» لتبييض صفحته، جازماً أنه يرفض الخروج من الأبواب الخلفية، مندداً ب «ظلم مرير». وأعلن صانع ألعاب المنتخب الفرنسي السابق ونجم «يوفنتوس» الإيطالي عبر محاميه إيف ويرلي (مكتب كليفورد تشانس) أنه سيستقيل من رئاسة الاتحاد الأوروبي في مؤتمره المقبل، كي يتفرّغ لمعركته الجديدة «لإحقاق الحق». ولم تفت بلاتيني الإشارة إلى أن مدة إيقافه ستمنعه «بحكم الأمر الواقع، ومن قبيل المصادفة، أن أتقدّم بترشيحي لرئاسة فيفا المقبلة» في 2019. وكان بلاتيني (60 سنة) يأمل بتبرئة ساحته كي يعود إلى مزاولة مهامه ويحضر منافسات كأس أوروبا التي تنطلق في 10 حزيران (يونيو) المقبل في فرنسا بصفته رئيساً للاتحاد القاري، المنصب الذي تبوأه عام 2007، لا ضيفاً على اللجنة المنظمة. وأعرب رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لو غريت عن حزنه لمصير بلاتيني، مؤكّداً أنه لا يستحق هذه العقوبة، فهو «ربما كان غير مبالٍ فلم يحتفظ بمستندات تثبت براءته لكنه رجل شريف». كما حظي بمساندة مقرّبين وأصدقاء. كذلك قلّصت المحكمة الغرامة المالية بحق بلاتيني من 72 ألف يورو إلى 54 ألفاً، وأوضحت في بيان أنها تعترف «بصحة العقد الشفهي بين فيفا وبلاتيني في مقابل 1.8 مليون يورو، لكنها ليست مقتنعة بشرعية هذا الدفع الذي تمّ في عام 2011 في مقابل مهمات استشارية بين 1999 و2002 لمصلحة جوزف بلاتر»، الذي كان وقتها رئيساً ل «فيفا» (يخضع للتحقيق من جانب القضاء السويسري). وكانت لجنة الأخلاق التابعة ل «فيفا» قررت في 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إيقاف بلاتر وبلاتيني الذي سحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية، 8 سنوات عن مزاولة أي نشاط كروي، ثم خفّضتها لجنة الاستئناف إلى 6 سنوات في 24 شباط (فبراير) الماضي، معتبرة أنهما متهمان بخرق 4 بنود في قانون الأخلاق، خصوصاً تضارب المصالح وسوء استخدام المنصب، مستبعدة الفساد. وإذا كانت محكمة التحكيم الرياضي اعتبرت بأن عقوبة الإيقاف لمدة 6 أعوام «قاسية جداً»، فقد أوضحت أن «عقوبة قاسية (4 سنوات) يمكن تبريرها»، خصوصاً «بسبب عدم ندم» بلاتيني، الذي أبدى تفاؤله بعد جلسة التحقيق الأخيرة (29 نيسان - أبريل الماضي) والتي تقدّم فيها بطلب تسريع النطق بالحكم. ويتعيّن على الاتحاد الأوروبي الذي يترأسه بالوكالة الإسباني أنخل ماريا فيلار (النائب الأول للرئيس) انتخاب خلف لبلاتيني. وأوضح أمينه العام بالوكالة اليوناني ثيودور ثيودوريس أن المكتب التنفيذي سيحدد في اجتماعه المقرر في بازل الأربعاء 18 الجاري، صبيحة نهائي مسابقة «أوروبا ليغ» الذي سيجمع ليفربول وإشبيليه، موعد الكونغرس الانتخابي. وتبدو أسهم الهولندي مايكل فان براغ (68 سنة) والبرتغالي فرناندو غوميز (64 سنة) مرتفعة لشغل «المنصب القاري». علماً أن هناك أكثر من 19 اسماً يطمح أصحابها للترشّح، ويتقدّم اسما ثيودوريس وفيلار تحديداً لوائح مكاتب المراهنات.