فرضت الأزمة المالية العالمية والمتغيرات السياسية الإقليمية نفسها بقوة على «منتدى الإعلام العربي» في دورته الثامنة، التي انطلقت أمس بمشاركة أكثر من الف اعلامي من العالم العربي، وحضور نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ركز عمرو موسى في الكلمة الافتتاحية على المتغيرات السياسية، وقال انها تشعبت الى تحديات اضافية، فبعد ان كانت أزمة المنطقة مرتكزة إلى القضية الفلسطينية، باتت الآن تشمل أزمة أخرى في منطقة الخليج وما حولها، وأخرى في شمال افريقيا، الأمر الذي اضاف عبئاً مضاعفاً على الإعلام العربي. ولم يكن مفاجئاً ان تكون هذه التحديات حاضرة في المنتدى، الذي حمل شعار «الإعلام العربي... وثقل المتغيرات وأعباء الأزمات». وأضافت الأزمة المالية العالمية هموماً مضاعفة على المشهد الإعلامي العربي، خصوصاً مع تراجع الإعلان وترشيد الإنفاق الذي تتبناه معظم الشركات المعلنة في المنطقة، ما أدى الى تقليص الإنفاق الإعلامي، وشكل ضغطاً على مشاريع اعلامية كما أدى الى إلغاء بعضها أو تأجيله. وعلى رغم اشادة الإعلاميين الذين شاركوا في المنتدى بوجود مثل هذه المنصة لتبادل الأفكار غير انه لم يغب عن اذهانهم، انه يركز عادة على الداء من دون ان يقدم الدواء، حيث من المستبعد ان يخرج المؤتمر بخريطة طريق اعلامية لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية على المشهد الإعلامي العربي. وتواجه وسائل الإعلام العربية في هذه المرحلة تحدياً آخر، مرتبطاً بقدرتها على مواجهة الحملة الإعلامية «المضخمة» التي تشنها وسائل اعلام غربية على بعض الدول في المنطقة، خصوصاً امارة دبي. ولم يغفل موسى تأكيد «استمرار نشاط امارة دبي المعهود، على خلاف ما هو متداول في الصحافة والإعلام». وقال: «ألمس وأرى ايجابية واستمرارية في نشاط هذه المدينة». وعلى صعيد آخر، أكد موسى ان جامعة الدول العربية، رصدت ارتفاع عدد الفضائيات التلفزيونية العربية الى 520 قناة، منها 24 فقط تملكها وتديرها قطاعات حكومية، والبقية يملكه القطاع الخاص العربي، ملاحظاً أن المنطقة لا تزال تشهد صدور صحف ورقية جديدة. ولم يستبعد المشاركون في الجلسة الأولى للمنتدى إمكانية حدوث اندماجات بين المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية. وأكد المدير العام للمركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية سامي رفول، إن الإنفاق الإعلاني في العالم العربي بلغ عام 2007 نحو 8 بلايين دولار، مقارنة ب 513 بليون دولار للإنفاق الإعلاني في العالم، ما يعني أن العالم العربي يمثل أقل من 2 في المئة من الإنفاق العالمي وهو أدنى مستوى للاستثمار الإعلاني، ولا يتناسب مع الوضع الاقتصادي للمنطقة.