بشكيك، واشنطن، انقرة - أ ف ب، رويترز - حصل تبادل للنار في قرية ناريمان القريبة من اوش جنوب قرغيزستان أمس، ما اسفر بحسب آنا نيستات المسؤولة في منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن سقوط قتيلين وجرح عشرين آخرين، وهو ما نفته السلطات على رغم اعلان القيادة العسكرية في لوش بدء «عملية خاصة» في ناريمان. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية باكيت سيتوف ان معلومات ناشطي حقوق الانسان الخاصة بسقوط قتيلين وعشرين جريحاً في عملية تمشيط محض اكاذيب»، موضحاً ان السلطات تملك وثائق مصورة وافلام فيديو تؤكد عدم سقوط ضحايا، علماً ان مصادر صحافية تحدثت عن توقيف حوالى عشرين شخصاً. تزامن ذلك مع اعلان القائد العسكري في لوش، قرصان اسانوف، ان عملية خاصة بدأت في المدينة ضد اشخاص رفضوا تسليم اسلحتهم ويعتبرون مقاتلين. وقال ان «وحدات في قوى الأمن وضعت تحت امرة قيادة اوش لضمان تطبيق حالة الطوارئ نفذت عمليات خاصة في ناريمان. وفيما يستمر توتر الوضع في جنوب البلاد اثر اعمال العنف التي اندلعت بين الاوزبك والقرغيز قبل نحو اسبوعين، وأسفرت عن سقوط الفي قتيل بحسب رئيسة الحكومة الانتقالية القرغيزية روزا اوتونباييفا، تعهدت الاخيرة المضي قدماً في اجراء استفتاء على الدستور الجديد مقرر الاحد المقبل لتحقيق الاستقرار في البلاد، على رغم الدعوات الى تأجيله. وقالت خلال تحليق مروحية استقلتها فوق مبانٍ محترقة في جلال آباد، إحدى مدن الجنوب التي مزقتها أعمال العنف، والتي أسفرت ايضاً عن نزوح 400 الف من السكان وأثارت مخاوف في الولاياتالمتحدة وروسيا من أن تمتد الاضطرابات إلى أجزاء أخرى من آسيا الوسطى: «بات إجراء الاستفتاء ضرورياً لأنه يجب إيجاد إطار قانوني. إذا سمحنا بأي تأخير سيهدد ذلك بمزيد من عدم الاستقرار». وتخشى الولاياتالمتحدة وروسيا اللتان تحتفظ كل منهما بقاعدة جوية في الجمهورية ذات الموقع الاستراتيجي، أن تنتشر الاضطرابات في منطقة تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات من افغانستان المجاورة. وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي اجرته مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف اول من امس، ان واشنطن وموسكو تتشاركان «القلق نفسه» من اعمال العنف الاخيرة والتوترات الاتنية بين الاقلية الاوزبكية والاكثرية القرغيزية في جنوب قرغيزستان. واتفقا على ان الاستفتاء المقرر اجراؤه في هذا البلد حول الدستور «قرار سيادي»، داعين السلطات القرغيزية الى اجرائه «استناداً الى المعايير الدولية، وبدعم من منظمة الامن والتعاون في اوروبا». وبحث الوزيران تنسيق المساعدات الانسانية الروسية والاميركية في قرغيزستان، وسبل مساعدة سلطات هذا البلد على اعادة بسط «الامن والاستقرار»، في وقت يتكدس مئات الألوف من اللاجئين الاوزبك الذين نزحوا من جلال اباد وأوش وغيرهما من مناطق الجنوب في مخيمات على الحدود مع أوزبكستان، ولا يصلهم الا القليل من المياه والطعام. الى ذلك، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد اجرائه محادثات في الاستانة مع نظيره الكازاخستاني كانات ساوداباييف رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، ان البلدان يبحثان «خطة تحرك» لتقديم مساعدة اقليمية لقرغيزستان، معتبراً ان «اجراء استفتاء دستوري في قرغيزستان في 27 الجاري «مهم جداً كي تحظى الادارة الانتقالية الحالية بشرعية الشعب». وأضاف ان المحادثات تناولت الجوانب الديبلوماسية والاقتصادية والامنية للمساعدة التي يمكن ان تقدمها دول المنطقة لقرغيزستان، مشيراً الى ان المسألة «ستبحث ايضاً مع دول اخرى صديقة وشقيقة». وأعلن داود اوغلو انه يعتزم التوجه الى قرغيزستان مع ساوداباييف بعد الاستفتاء «اذا سمحت الظروف بذلك، لإجراء محادثات مباشرة مع الناس ومعرفة ماذا نستطيع فعله لاطلاق خطة التحرك».