نجاح حفيظ اسم بارز في تاريخ الدراما السورية. شاركت الرائدين نهاد قلعي ودريد لحام في أعمالهما، واشتهرت بشخصية «فطوم حيص بيص» التي ظلت محفورة في ذاكرة المشاهد السوري. بعد غياب طويل تعود إلى الساحة عبر أربعة أعمال، وتقول في حديثها الى «الحياة» عن آخر مسلسلاتها: «أشارك هذا الموسم بأربعة أعمال، إذ انتهيت من تصوير «البقعة السوداء» من إخراج رضوان محاميد، و «ساعة الصفر» من إخراج يوسف رزق، و «الخبز الحرام» من إخراج تامر إسحق. وأصوّر الآن المسلسل الكوميدي «شاميات» للمخرج فادي غازي، كما أنني اعتذرت عن المشاركة في مسلسل «عش الدبور» للمخرج تامر اسحق لضيق الوقت». وإذا كانت ستعيد شخصية «فطوم حيص بيص» إلى الواجهة الدرامية مجدداً، تقول: «شخصية «فطوم» لم تحترق بعد، وما زالت قادرة على إحداث الفارق، وأنا حالياً أحتفظ بها ليأتي وقتها. فمثلاً طلب مني مخرج «شاميات» أن نستخدمها في هذا العمل، لكنني رفضت لقناعتي بأن هذه الشخصية لم يحن وقتها، لكنها ستظهر قريباً، خصوصاً ان عدداً من الجهات يعمل على تقديم هذه الشخصية، وسأختار الأفضل. ف «فطوم» صبرت كل هذا الوقت لتظهر في الشكل الأمثل». وعن رأيها بالدراما السورية، تقول حفيظ: «لا شك في أن الدراما السورية وصلت إلى العالمية، فأصبحت مطلوبة في مختلف أنحاء العالم، لكنني أخشى عليها من الغرور الذي قد يصيب القائمين عليها. فالسقوط سهل وسريع، لكن النجاح والمحافظة عليه أمر صعب ويحتاج الى الجهد والتعب والمثابرة». وعن تقويمها لأداء الفنان السوري، تقول: «يوجد الكثير من الفنانين الشباب المميزين، فالجيل الصاعد من الشباب عموماً مبهر، وأداؤهم يجعلني أشعر بالفخر، كونهم يضيفون الى الفن». وترى حفيظ ان الدراما السورية الراهنة «تهمش الفنانين المخضرمين، فنجد أن الأدوار الكبيرة مثل دور الأم، الأب، الجد، والجدة، تسند الى ممثلين شباب، فنرى صاحب الثلاثين يقوم بدور الستيني، وهذا غير مقبول. فهناك الكثير من الممثلين المميزين القادرين على تقديم هذه الأدوار من دون الحاجة الى تكبير الصغار. فأنا حين كنت أقوم بدور الأم عندما كان عمري 25 سنة، فذلك لعدم وجود ممثلات كبيرات في ذلك الوقت، لكن الأمر حالياً مختلف، فهل يعقل أن نهمش الفنانين المخضرمين الذين مهدوا أساساً لظهور الدراما السورية؟ العتب على القائمين على الدراما الذين يجب أن ينتبهوا الى هذه الظاهرة ومن واجبهم معالجتها». حفيظ التي تعتبر من أول من قدّم الكوميديا التلفزيونية، تقول عن الكوميديا الراهنة: «ما يقدم حالياً أقرب الى التهريج منه إلى الكوميديا فتغيب كوميديا الموقف عن معظم الأعمال. وللأسف لا يوجد حالياً كتاب كوميديا، فالكوميديا الراقية مات أهلها، وبعد الماغوط ونهاد قلعي لم يعد هناك كوميديا». وعن رأيها في مشاركة الفنانين السوريين في الدراما المصرية وهل توافق لو عرض عليها العمل في مصر، تقول: «أنا مع مشاركة الفنان السوري في أي بقعة من العالم وليس في مصر فقط. فهذا يزيد من ألقه وهو دليل على قدراته وإمكاناته الكبيرة في فنون الأداء. وبالنسبة إليّ ليس لدي اي مانع في المشاركة في عمل مصري، إذا كان الدور يناسبني، ولكن بشرط واحد وهو ألا أتكلم المصرية. فأنا فنانة شامية ولا أتكلم بغيرها».