لا يحتاج الطفل خالد السبيعي، لأكثر من دقيقة واحدة لبرمجة «الروبوت». ويتنافس خالد، مع 125 طفلاً في «أولمبياد الروبوت»، في «خيمة واحة الأجيال» المقامة في «مهرجان أرامكو الثقافي 2014: إثراء المعرفة»، بهدف «شحذ عقولهم». وتقف مسؤولة الخيمة هديل العيسى، بين المتدربين والمتطوعين، لاستقبال فئة خاصة من الأطفال الذين يقبلون التحدي مع الآلة والحاسب، تراوح أعمارهم بين 8 إلى 18 عاماً. وتضم الخيمة 5 مدربات، و4 مدربين، إضافة إلى 12 متدرباً ومتدربة، يقومون بإرشاد الزوار للتعامل مع الروبوت، من خلال الترفيه الممتزج بالتعلم. وقالت هديل ل «الحياة»: «يتم إدخال الأطفال إلى عالم البرمجة والهندسة، ليحدد كل منهم الطريق الذي يود أن يسلكه. فيما يقوم المدربون المتخصصون، الذين حصلوا على شهادات ودورات متقدمة في الروبوت، بمساعدة المتطوعين وتذليل الصعاب أمامهم». ويضم الركن 4 فصول، مقسمة بين البنين والبنات، مع وجود فصل خارجي للصغار، يقومون فيه بتركيب الروبوت من دون التسابق، ليصبحوا من المبرمجين والمهندسين، مع تأمين الأطفال بأساور في أيديهم لحمايتهم. أما الفصول؛ فيقوم الأولاد والبنات فيها بالبرمجة وتركيب الروبوت، ثم يخرجون إلى الطاولة للتسابق. ويحصل الفائز على ميداليات ذهبية، وبحسب ما ذكرته العيسى، فإن «قسم «الروبولومبيا» يقوم بتقديم 5 محاضرات في اليوم، كل محاضرة تستغرق ساعة، بمشاركة 25 طفلاً، 20 منهم يتسابقون في 4 فصول، و5 في قسم الأطفال». بدوره، أوضح المدرب إبراهيم المحيسن، أن «التحكم في الروبوت يكون من خلال 3 طرق، أولها من طريق الكومبيوتر، والثاني عبر تحميل البرنامج على الروبوت، والثالث من طريق استخدام «التابلت»، ويكون تركيب الروبوت بحسب رغبة المشارك»، لافتاً إلى أن «التسابق يتخذ أشكالاً عدة، يتحكم فيها حساس الروبوت، الذي يعتمد على اللون في أحد المسابقات. ويعتمد على المسافة والحواجز في مسابقات أخرى، كبداية مشوقة للطفل، ليدخل هذا العالم»، لافتاً إلى أن «الزوار لا يملكون معرفة سابقة بالروبوت، بل إن بعضهم يسمع عنه لأول مرة. لكن نتيجة المتعة والتشويق في البرنامج، يعود أكثر من مرة. ونرى تقدماً ملحوظاً في مستوى الزوار». وقال المدرب عبدالله هزازي: «اكتشفنا في الأحساء مواهب على مستوى عال، تستحق أن تتنافس في هذا المجال. وتتضاعف سعادتنا عندما نترك أثراً في الأطفال، فيعودون أكثر من مرة، لأنهم وجدوا المتعة والفائدة معاً، من خلال المبادئ الأولية في عالم الروبوت، التي نمد بها الأطفال، ونفتح لهم الطريق». إلى ذلك، استقبل برنامج «إثراء المعرفة» 4300 طالب ومعلم من 50 مدرسة، خلال الأسبوع الأول من الزيارات الطلابية للبرنامج، المقام في منتزه الملك عبدالله البيئي. وأوضح المشرف العام على الزيارات الطلابية سلمان غزواني: «إن البرنامج يستقبل يومياً، ولمدة 3 أسابيع، أكثر من ألف طالب، من 20 مدرسة. وتقوم حافلات «أرامكو» باصطحاب الطلاب من مدارسهم إلى منتزه الملك عبدالله البيئي، مع تجهيز الحافلات بوجبة صحية تعدها «أرامكو السعودية» للطلاب». وأضاف غزواني «استقبلنا خلال أول يومين أكثر من 80 مشرفاً ومعلماً مصاحبين للرحلات المدرسية، إضافة إلى 25 مشرفاً من «تربية الأحساء». وقام الطلاب بجولة في البرنامج. ويتم اصطحابهم مع المتطوعين المدربين على المهمة في الفترة الصباحية والمشرفين من «أرامكو السعودية»، منذ وصولهم وحتى توديعهم، مروراً في الخيام والفعاليات الصباحية لبرنامج «إثراء المعرفة». وأوضح عضو المهرجان سالم الخالدي، أن «الرحلات المدرسية تبدأ من خيمة «ألف اختراع واختراع». ويتم إدخال كل مدرسة على حدة، نستقبلهم في قاعة العرض السينمائي، ليشاهدوا فيلم «مكتبة الأسرار»، الذي يوضح سبق علماء المسلمين في الاختراعات وخدمة العالم. وكان للمرأة حضورها في ذلك العصر، من خلال فاطمة الفهرية، ومريم العجلية، الملقبة ب «الإسطرلابية»، وكذلك من خلال الليدي ميري، التي اكتشفت التطعيم. ثم ينتقل الطلاب إلى الشاشات التفاعلية في الخيمة والتعريف بالاختراعات المختلفة لعصر العرب الذهبي. كما يتعرف الطلاب على كيفية استخراج النفط من طريق «أرامكو السعودية»، وبخاصة في حقل الغوار».