تشهد السوق العقارية في لندن مرحلة من الازدهار والنمو بعد جمود استغرق نحو سنتين. وزاد بيع العقارات التي يزيد ثمنها عن مليوني جنيه ثلاثة أضعاف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وجذب ضعف الجنيه الإسترليني في مقابل العملات العالمية الرئيسةغير البريطانيين الذين يرغبون في شراء عقارات في لندن سواء للسكن أو للاستثمار. وتشير التوقعات إلى أن هذا الصيف سيكون رائعاً على مستوى الطقس وازدهار السوق. عندما ترغب في استثمار مبالغ كبيرة في السوق، تصبح التفاصيل تصبح في غاية الأهمية وتكاد تشكل الفارق بين النجاح والفشل. وهكذا فإن الفهم العميق والدقيق للسوق والعقارات والعائدات التشغيلية في أي بلد هو عنصر مهم وحيوي جداً. وكذلك البحث عن العقار المناسب والتحليل العلمي للأسعار ومعرفة المعلومات المحلية واستكشاف المناطق المناسبة في وسط لندن التي تكون متلائمة مع متطلبات الزوار. وكثيراً ما تفاجئ سرعة بيع بعض العقارات حتى أكبر المكاتب العقارية في بريطانيا. وعلى سبيل المثال، فقد بيع بيت في لندن بعد 19 دقيقة فقط من اعلان طرحه. كما أن معظم العقارات في المناطق المهمة والراقية في لندن لا تطرح علناً للبيع، بل تباع سراً عبر شبكة من السماسرة المحليين. لذلك لا يوجد بديل للمعرفة المحلية والاتصالات الشخصية والخدمة المباشرة على أساس معرفة المتطلبات الذاتية للمشتري. ولهذه الغاية، تأسست في السنوات القليلة الماضية شركات هدفها مساعدة الذين لا يملكون الوقت الكافي أو الذين يقيمون خارج بريطانيا من أجل الدخول إلى السوق البريطانية وتفهم المعطيات الضرورية قبل شراء أي عقار. وتنصح هذه الشركات زبائنها باختيار المناطق المناسبة للشراء، وتعمل على المعلومات عن عقارات مناسبة، وتقوم بزيارات ميدانية تمهيدية للتأكد من مطابقة هذه العقارات مع المواصفات التي يرغبها الزبائن. وتستطيع هذه الشركات عادة الوصول إلى العقارات التي لا يريد أصحابها الإعلان عنها في السوق. وفي إمكانها أيضاً أن تنسق بين المعنيين بعملية البيع، بدءاً من المخمنين مروراً بإجراءات السلطة المحلية وصولاً إلى المحامين. ويتولى المفاوضات خبراء تابعون لهذه الشركات. وحتى في مرحلة ما بعد البيع، فإن الشركة قادرة على تولي مهمات ترميم البيت أو زخرفته أو تأثيثه أو تأجيره إذا رغب المالك في ذلك. ويقول ناجي عبد الملك، مدير شركة «مدينا بروبرتي فايندر»، إن شركته تختلف عن غيرها من الشركات البريطانية العاملة في سوق لندن العقارية. ويضيف: «مكاتب العقارات في لندن تدافع عن حقوق المالك وتمثله في كل مراحل البيع، أما شركتنا فهي تمثل المشتري وتدافع عن حقوقه في المداولات والمفاوضات، وتؤمن له المساعدة لفهم أنظمة البيع والشراء في بريطانيا». ويعتمد عبد الملك على خبرته في فهم أوضاع السوق البريطانية إلى جانب معرفته بعادات وأذواق المشترين العرب وأذواقهم. وهو يدرك تماماً طبيعة التحديات المطلوبة للمزاوجة بين الذوق العربي في البناء والفخامة والإضاءة التي هي جزء من حضارته وثقافته، وبين النموذج الغربي في العمارة والتصميم وأساليب العيش. عبد الملك من مواليد لبنان، عاش فترة في عمان وباريس قبل أن ينتقل إلى لندن حيث يقيم منذ 30 سنة. ودفعه اهتمامه بالعمارة إلى شراء منازل كثيرة في لندن وخارجها وترميمها وبيعها. وعلمته تجربته أن هناك شركات عقارية همها الوحيد جمع المال وليس الاهتمام برعاية الزبائن وإيجاد العقار المناسب الذي يحقق لهم الراحة والاستقرار. وبعد نجاحه على المستوى الشخصي، وكذلك على مستوى الأصدقاء والمعارف الذين كانوا يلجأون إليه للمساعدة في مشاريعهم العقارية، كان من الطبيعي أن يؤسس شركته على مبادئ النزاهة والثقة لكي يوفر خدماته إلى أكبر عدد ممكن من اللبنانيين والعرب الراغبين في الإقامة أو الاستثمار في لندن.