طهران، لندن - أ ف ب - اعتبر أحد قادة المعارضة الإيرانية مهدي كروبي أمس، ان إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران (يونيو) 2009 والقمع الذي تلاها يشكلان «فضيحة لن تمحى أبداً»، متعهداً مواصلة النضال «حتى النهاية». جاءت تصريحات كروبي في «رسالة إلى الشعب الإيراني» نُشرت على موقعه الإلكتروني، في ذكرى 20 حزيران (يونيو) 2009، اليوم الأكثر دموية في الاحتجاجات التي أعقبت إعادة انتخاب نجاد، إذ أفاد التلفزيون الإيراني بمقتل 10 أشخاص على الأقل خلال المواجهات، من بينهم ندا آغا سلطان التي تحوّلت الى رمز للمعارضة. وأكد كروبي ان «التصويت الذي سرقوه منكم والحق الذي سلبوه منكم، يشكلان فضيحة لن تُمحى أبداً»، متسائلاً: «كيف يمكن حرمان الناس من حقهم في الاعتراض، بإرسالهم الى كهريزاك (مركز اعتقال أقفل بعد وفاة ثلاثة محتجزين) وبملء المدافن؟». وأضاف: «بعد مرور سنة، وعلى رغم جميع الضغوط والتهديدات، بقيت مطالبكم في الذاكرة، حتى أنها انتشرت بين جميع شرائح المجتمع». وزاد: «لا يمكن خنق ذلك، بالقمع والتوقيفات والمحاكمات الصورية». وقال: «سأبقى ملتزماً حتى النهاية بعهدي معكم». وفي إشارة الى مصادقة مرشد الجمهورية علي خامنئي على إعادة انتخاب نجاد، تساءل كروبي: «لماذا اختبأوا وراء ولاية الفقيه، لتقويض الدستور والجمهورية الإسلامية التي تأسست على تصويت الشعب؟». وقال: «وُسّعت السلطة ومجال ولاية الفقيه إلى حد بدا ان من غير المرجح أن يكون الله منح هذا القدر من السلطات للأنبياء والأئمة». وندد بترهيب رجال دين مقربين من المعارضة، متسائلاً: «كيف يمكن عبر التذرع بالمرشد، العمل على مهاجمة مرجع او عائلة الإمام (الخميني) من جانب مارقين؟». تزامن ذلك مع تقرير نشره موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة مسير حسين موسوي، أفاد بأن سلطات السجون الإيرانية ترغم السجناء السياسيين في الفرع 350 من سجن ايفين في طهران، على القيام بأشغال شاقة. وأضاف الموقع ان سلطات السجن عزت ذلك إلى «الشروع بعمليات بناء في السجن» الذي «افتقد مساحة لازمة للسجناء»، مشيرة الى قرار بالاستعانة بالسجناء في هذا الشأن. وفي لندن، رأت «منظمة العفو الدولية» أن «عدم مثول قاتل (ندا آغا سلطان) أمام القضاء بعد مرور سنة على مقتلها، يُعتبر مثالاً على ثقافة الإفلات من العقاب الرائجة منذ التظاهرات التي نُظمت بعد الانتخابات عام 2009». وقالت حسيبة حجي صحراوي معاونة مدير المنظمة لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ان «قتل ندا يرمز ليس فقط الى الانتهاكات العديدة لحقوق الانسان التي ارتُكبت في حق الايرانيين السنة الماضية والمستمرة الآن، بل أيضاً الى رفض الحكومة إحالة المسؤولين عن أعمال التعذيب والجرائم أمام القضاء». على صعيد آخر، أفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن امرأة إيرانية أُصيبت بجروح في يديها وعنقها، بعدما اعتدى موظفون في السفارة الألمانية في طهران، أرادوا منعها من دخول السفارة.