دعا الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الأربعاء المستثمرين الكويتيين ورجال الأعمال والمؤسسات المالية الحكومية الى الاستثمار في بلاده التي وصفها ب "الأقل خطرا والأكثر ربحا". جاء ذلك في مؤتمر اقتصادي عقده غل بحضور وزيري الاقتصاد والمالية التركيين ونظمته غرفة تجارة وصناعة الكويت التي يعتبرها الكويتيون ممثلا لمجتمع المال والأعمال في هذا البلد النفطي. وأعرب الرئيس التركي عن رغبة بلاده في مشاركة شركات المقاولات التركية التي قال عنها وزير المالية إنها الثانية عالميا بعد الشركات الصينية في بناء مطار الكويت الجديد الذي ينتظر أن يتم طرح مناقصاته في وقت قريب. ويحظى الرئيس التركي بحفاوة بالغة في الكويت التي قال إنه زارها مرتين قبل ذلك وتربطه علاقة صداقة بأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي زار تركيا أيضا ثلاث مرات. وشهد الرئيس التركي مع زوجته صباح اليوم أوبريت بعنوان "كويت الصدق والوفاء" بحضور أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس البرلمان مرزوق الغانم ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وعدد كبير من رموز الأسرة الحاكمة ورجال الأعمال. وأجرى غل محادثات في الكويت مع بيت التمويل الكويتي (بيتك) أكبر بنك إسلامي في الكويت، وبنك الكويت الوطني وهو أكبر بنك تقليدي في البلدين، والهيئة العامة للاستثمار التي تمثل الصندوق السيادي الكويتي. وخلال المنتدى عبر كثير من المتحدثين من الجانبين عن اعتزازهم بتجربة بيت التمويل التركي وهو مصرف إسلامي انشأه بيت التمويل الكويتي في تركيا ويمتلك 62 في المائة من أسهمه. وقال بيت التمويل الكويتي في بيان لمناسبة زيارة غل له إن تجربته في تركيا تعد "من أنجح مشاريع التوسع الخارجي لبيتك وأثبتت جدوى الاستثمار في السوق التركي حيث كان "بيتك" من أوائل المستثمرين الخليجيين هناك منذ نحو 25 عاما. ونقل البيان عن حمد المرزوق رئيس مجل الإدارة قوله إن "بيتك" لديه توجها نحو انشاء شركة استثمارية قابضة يملكها للاستثمار وادارة الاستثمارات فى تركيا برأسمال 150 مليون دولار. وأكد المرزوق أن النمو الذي حققه الاقتصاد التركي خلال السنوات الماضية من شأنه أن "يشجع الاستثمارات الكويتية عامة ويدعم خطط التوسع والنمو التى يتبناها بيتك - تركيا بشكل خاص ويفتح آفاقا واسعة في أنشطة عديدة مثل مشاريع التطوير العقاري والطاقة والاتصالات والتنمية الصناعية والبنى التحتية. وخلال السنوات الثلاث الماضية استفادت تركيا من موجات "الربيع العربي" وهو ما انعكس في زيادة أعداد السائحين الخليجيين ولا سيما من الكويت على حساب الوجهات التقليدية للسياحة الخليجية لاسيما مصر ولبنان وسورية. كما اتجه كثير من رجال الأعمال الكويتيين إلى الاستثمار في تركيا في ظل تواضع الفرص الاستثمارية في السوق المحلية وتزايد المخاطر في الأسواق الاقليمية. لكن الجانبان الكويتي والتركي ما زالا ينظران إلى حجم التبادل التجاري بينهما وحجم الاستثمارات على أنه متواضع مقارنة بالعلاقات السياسية المتطورة. وخلال المنتدى قال وزير المالية التركي محمد شيمشك إن الانتخابات الأخيرة أكدت أن الاستقرار السياسي في البلاد لن يتعرض لأي خطر. وأكد شيمشك أنه وخلال الفترة من 1980 إلى 2000 جذبت تركيا 15 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر لكنها في العقد الأخير وحده تلقت 136 مليار دولار. وخاطب رجال الأعمال الخليجيين قائلا "إنني مندهش من أن الاستثمارات من دول مجلس التعاون الخليجي محدودة جدا جدا" وأن 80 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة تأتي من أوروبا. وأضاف "إن الاوروبيين لا بد يعرفون شيئا. أنتم تضعون أموالكم في أوروبا والأوروبيون يضعون أموالهم في تركيا. إن في الأمر لغزا ونحن بحاجة الى مزيد من الحوار". وأكد شيمشك أن 3200 شركة عالمية كانت تعمل في تركيا قبل عشر سنوات، وأصبح الرقم الآن 37 ألف شركة، والحكومة عازمة على رفع الرقم إلى 100 ألف شركة عالمية خلال عشر سنوات مقبلة. وقدمت تركيا خلال السنوات الماضية العديد من التسهيلات للمستثمرين منها السماح بتملك العقارات. وقال غل إن بلاده قامت بتعديلات دستورية أخيرا سمحت بموجبها بتملك مواطني دول مجلس التعاون الخليجي للعقارات في تركيا، كما تم رفع القيود أمام الاستثمارات الخليجية في تركيا لا سيما في مجال الصناعات البتروكيماوية. وأكد غل أن بلاده التي تنظر لدول الخليج "نظرة استراتيجية" لا تقتصر فقط على المصالح الاقتصادية لديها تعاون وثيق مع الكويت في المجالات الدفاعية والأمن، مشيرا إلى أن رئيس الأركان التركي زار الكويت اخيرا لتدعيم هذا التعاون. كما وقع الجانبان خلال هذه الزيارة العديد من الاتفاقات في مجال الدفاع.