ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من القنوات الفضائية الخاصة، التي من أولويات بثها الربح المادي، إلا القليل منها، فبعض هذه القنوات تسعى بكل الطرق إلى جذب أكبر عدد من المشاهدين إليها، بصرف النظر عن نوعية المواد والبرامج التي تقدمها للمشاهدين، ومن دون الأخذ في الاعتبار أنها تخاطب أفراد الأسرة كافة من أطفال وشباب وفتيات، بينهم فئات في فترة سنية مراهقة، وفي حقيقة الأمر نرى أن المسؤولين عن هذه الفضائيات، خصوصاً القنوات التي تعرض أفلاماً ومسلسلات وأغاني وبرامج هابطة، لم يراعوا تأثيرها السلبي على مشاهديها، ولم يحسبوا حساباً لمدى خطورة المواد التي تبثها على عقلياتهم وعلى تصرفاتهم وأفعالهم في حاضرهم ومستقبلهم، فمشاهديها معظمهم من المراهقين ومن الذين يعيشون حياتهم على اللعب واللهو، ويريدون تضييع أوقاتهم في أي شيء، فوجدوا في هذه الفضائيات المناخ المناسب لتطلعاتهم الفكرية المراهقة. إن هذه الفئة من أطفالنا وفتياتنا وشبابنا المسلم في حاجة ماسة إلى التوعية والإرشاد الصحيح إلى طريق الصواب وطريق الحق وإلى التوجيه السليم لحياتهم حتى تمر مرحلة المراهقة بسلام، فهذه القنوات تساعد من يشاهدها ومن يتابع برامجها المقلدة للغرب على الانحراف والتدني في التفكير والتصرفات، فإذا نظرنا إلى المستثمر الفضائي خصوصاً غير القادر على دفع تكاليف إيجار أو امتلاك قناة أو قنوات فضائية عدة على أي قمر صناعي، أو بمعنى أصح يريد أن يضمن أرباحه من هذا المشروع، نجد أن من بدايات تفكيره في ظهور هذه القنوات إلى الناس هو سعيه في الحصول على دعم مادي من رجال الأعمال، أو ممول رئيس يشارك بإعلاناته ودعاياته لشركاته أو مؤسساته في البرامج، وفي وسط الأفلام والمسلسلات والأغاني، المهم أنه يحصل على رعاية كاملة منهم تصاحبها وعود وضمانات مادية قبل موعد بث القناة وقبل انطلاقها، فلماذا لا يستثمر هؤلاء أموالهم في عمل قنوات فضائية علمية، اجتماعية، دينية تهدف إلى نشر الفضيلة والعلم وتساعد على نشر الإسلام بصورته الصحيحة في العالم كافة؟ [email protected]