رداً على مقال الباحث عبدالرحمن الخطيب، المنشور في «الحياة»، العدد «17239»، بتاريخ «4 رجب 1431ه» (16 حزيران/ يونيو 2010)، بعنوان «العتيبي... والحقد «القديم الحديث» على تركيا». تقاطعت مرتين أو ثلاثاً مع مقالات الباحث الفاضل عبدالرحمن الخطيب، وكنت مخالفاً مرات عدة، لكن هذه المرة حان أن أعلن وقوفي معه في مقاله الذي رد به على زميله الكاتب عبدالله ناصر العتيبي حول قضية أردوغان، وأشد على يديه في أن مسألة الدولة العثمانية انتهت ومضى بها التاريخ، ولم يعد بيننا وبين الأتراك مشكلة، وهم كما ذكر زميل آخر للكاتبين هو الكاتب عقل العقل يملؤون الفراغ السياسي الذي أوجده غياب التعامل العربي السياسي والديبلوماسي الحاسم مع القضية الفلسطينية ومع القضايا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي... تركيا دولة لها موقف ومصالح لكنها ليست عدوة وتريد احتلالنا فجأة لمجرد أن أردوغان قال كلمتين في استنكار ما جرى للسفن التي انطلقت من تركيا. لهذا أشد على يد الكاتب الفاضل عبدالرحمن الخطيب في رده، وأحب أن أذكر بعض الكتّاب العرب بشيء مهم جداً، وهو أن تركيا دولة لها كرامتها واستقلاليتها الخطابية، فهي تخاطب أوروبا وأميركا بصورة ندية، وإن كان بينهما مصالح مشتركة، وهي لثقتها بكيانها تريد الانضمام إلى أوروبا، ولذلك كانت تركيا تدفع الأكراد عن حدودها وتحلق داخل الأجواء العراقية، وهو ما لم تكن تستطيع أي دولة أخرى أن تفعله في دولة تسيطر عليها أميركا، وكذلك فعندما تنطلق حملة سفن إنسانية من تركيا ويتعرض أفرادها للموت والإصابة، فإن تركيا ينتظر منها أن تستنكر ذلك، سواء كان رئيسها أردوغان أم لا، ولا علاقة لذلك بالحلم العثماني، فتركيا «علمانية» تتطلع إلى أن تصبح أوروبية، وكون أردوغان يقول إن القدس مثل تركيا فهذا تعبير عن عاطفة موجودة لدى جميع المسلمين في ما يتعلق بفلسطين، وهي ليست خاصة بتركيا، وإذا كانت هذه العاطفة غير موجودة لدى بعض الكتّاب العرب فهذه مشكلتهم. تركيا دولة مستقلة بذاتها ولها كيانها ومصالحها واستراتيجياتها، وهي لا تشبه إسرائيل ولا أميركا ولا إيران، فهي لا تبحث عن احتلال أحد، ولا تريد أن تفرض نفسها بقوة السلاح على جيرانها، كما تفعل إيران، كما أنها حينما تستنكر بعض الأفعال فإن روسيا أيضاً تستنكرها، وتستنكرها ربما الهندوراس أو بوليفيا، أو أي دولة أخرى في العالم، فما بالك بدولة مسلمة متحضرة انطلق منها أسطول للإنسانية وتعرض هذا الأسطول للضرب والاعتداء؟ يجب على الكتّاب العرب أن يكونوا محايدين، فعلى رغم أن تركيا تريد مصالحها، إلا أن ذلك لا يعني أنها تريد أن تضرنا بالضرورة، وشكراً للكاتب عبدالرحمن الخطيب على وقفته الجميلة. [email protected]