واشنطن - أ ف ب - سمح تأريخ بالكربون 14 للمرة الاولى بوضع تسلسل زمني محدد للحقبة الفرعونية في مصر ليلقي الضوء مجدداً على هذه الحضارة. ويؤكد التسلسل الزمني العلمي الجديد، غالبية التقديرات السابقة لكنه يدفع الى بعض المراجعات التاريخية. ومع أن تسلسلات زمنية سابقة كانت صحيحة نسبياً الا انه كان يصعب معها معرفة تواريخ محددة لبعض الأحداث على ما يفيد واضعو دراسة أميركية صادرة في مجلة «ساينس». ويسمح هذا التسلسل الزمني الجديد بتحديد زمني أفضل للحضارات المجاورة مثل الدولة النوبية المستقلة جنوب مصر أو في الشرق الاوسط. وكان تحديد تاريخ الأسر المختلفة يتم حتى الآن من خلال دراسة النقوش والوثائق التاريخية والأثرية، الا ان هذه العملية كانت تواجه صعوبات اذ ان كل أسرة كانت تبدأ عد السنوات من الصفر مع بدء حكمها. ومع الكربون 14 تمكن العلماء من تحديد فترة الدولة القديمة بالتحديد وهي يفترض ان تكون أقدم من التقديرات المتوافرة حالياً. وهذا التأريخ العلمي يكشف مثلاً ان حكم الفرعون زوسر بدأ بين 2691 و2625 قبل الميلاد، في حين ان التقديرات السابقة كانت تشير الى العام 2630 قبل الميلاد. وزوسر هو باني أهرام سقارة الذي يعتبر من أقدم الآثار على سطح الأرض. والدولة الجديدة بدأت بين 1570 و1544 قبل الميلاد فيما كان يعتقد حتى الآن انها بدأت قرابة العام 1500 قبل الميلاد. ولإجراء هذا التأريخ بالكربون 14، جمع العلماء من عدد كبير من المتاحف الأوروبية والأميركية 211 عينة من حبوب وسلال وقطع نسيج ونبتات وفاكهة. وشدد المشرف الرئيس على هذه الاعمال برونك رامسي على انها «المرة الاولى التي يكون فيها التأريخ بالكربون دقيقاً ما يكفي لوضع تسلسل زمني كامل». واضاف ان «خبراء المصريات سيسعدون بتمكن فريق أبحاث صغير من تأكيد أبحاث استغرقت أكثر من قرن، في غضون ثلاث سنوات فقط وبشكل مستقل». والكربون 14 نظير مشع يستند الى وجود الكربون المشع في كل جسم ولو بكميات ضئيلة جداً. وما ان يموت الجسم حتى تتضاءل فيه كمية الكربون المشع بشكل سريع ومتواصل. ويمكن لعينة مأخوذة من هذا الجسم ان تؤرخ عبر قياس الكمية المتناقصة من الكربون المشع تاريخ وفاته. ويمكن بهذه الطريقة الوصول الى تأريخ يعود الى خمسين ألف سنة.