يصر المسؤولون العراقيون الذين التقاهم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جفري فيلتمان في بغداد، على أنه لا يحمل مشروعاً خاصاً لتجاوز عقدة تشكيل تضاربت تصريحات المسؤولين في القائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، حول مهمة فيلتمان الذي التقى معظم المسؤولين في بغداد. وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن «لا مصلحة للولايات المتحدة في تقديم اقتراحات لتشكيل الحكومة نافياً أن يكون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان عرض أي اقتراح لتقاسم السلطات. وجاء هذا النفي بعدما كان القيادي في «القائمة العراقية» جمال البطيخ قال إن قائمته رفضت عرض أميركي، يقضي بتقاسم السلطة مع ائتلاف «دولة القانون» والقبول بمنصب رئاسة الجمهورية. وظهر تناقض واضح في تصريحات قادة «العراقية» أمس عندما نفت الناطقة باسم القائمة ميسون الدملوجي تقديم فيلتمان أي عرض وقالت ل «الحياة» إن «المبعوث الأميركي اكتفى بالاستماع الى وجهة نظرنا وحض على الإسراع في تشكيل الحكومة ومشاركة الجميع فيها»، معتبرة أن هنالك «لبساً في نقل تصريحات البطيخ». وقال الدباغ ل «الحياة» مساء أمس إن فليتمان لم يقدم أي عرض «واكتفى بالحض على تقاسم السلطة عبر مشاركة كل الأطراف وهذا مبدأ متفق عليه وتدعو إليه قائمة ائتلاف دولة القانون». وأضاف: «لا أعتقد أن الأميركيين يمكن أن يتدخلوا في تفاصيل تشكيل الحكومة فذلك لا ينسجم مع مصالحهم في هذه المرحلة». وأجرى فليتمان الذي وصل إلى بغداد قبل 3 أيام جولة محادثات مع كبار القادة العراقيين وزعماء الأحزاب الكبيرة. والتقى رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية القيادي في المجلس عادل عبد المهدي، كما اجتمع بزعماء «القائمة العراقية» الذين طلبوا منه الاعتراف بحق قائمتهم في تشكيل الحكومة «لأنها القائمة الفائزة في الانتخابات». وكان القيادي في «العراقية» جمال البطيخ قال ل «الحياة» إن «فليتمان طرح مشاريع لتشكيل الحكومة»، مؤكداً أن «القائمة رفضت كل اقتراحاته لأنها لا تلبي مطلبنا». وأكد البطيخ أيضاً أن «العراقية رفضت عرضاً تقدم به فليتمان يقضي بتقاسم السلطة». وأوضح انه اقترح «خيارات عدة منها أن تقبل القائمة برئاسة الجمهورية وتترك رئاسة الوزراء للتحالف الوطني»، مشيراً الى أن «الخيار الآخر هو أن يتقاسم زعيما القائمتين إياد علاوي والمالكي فترة رئاسة الوزراء، بواقع سنتين لكل منهما». وأضاف أن «كل تلك الاقتراحات رفضت لأنها لا تعترف باستحقاقنا الدستوري»، مشدداً على أن قائمته «لن تقبل بأي خيار سوى الاعتراف بحقها الدستوري الذي يخولها تشكيل الحكومة». لكن الناطق باسم السفارة الأميركية في بغداد فيليب فرين قال ل «الحياة» إن «هدف زيارة فيلتمان حض العراقيين على الإسراع في تشكيل الحكومة، والبحث معهم في العلاقة بين واشنطن وبغداد بعد انسحاب الجيش الأميركي (...) ولم يقدم أي اقتراح لتشكيل الحكومة».