من المنتظر أن تصبح السوق السعودية أكثر أسواق المنطقة نشاطاً في الاكتتابات العامة الأولية واستثمارات الملكية الخاصة إذا ما حققت خطط الحكومة في تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد النجاح المنشود، وذلك وفقاً لتوقعات الخبراء المزمع مشاركتهم في مؤتمر «يوروموني السعودية» 2016 في أيار (مايو) الجاري. وتشير التوقعات الأخيرة لهيئة السوق المالية إلى أن مؤشر الأسهم المحلية سيحقق نمواً نتيجة الارتفاع المتوقع في عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم على مدى الأعوام السبعة المقبلة ليصبح 250 شركة بدلاً من العدد الحالي وهو 173 شركة. ومن المرجح أن تسهم الزيادة في حجم الاكتتابات العامة في إحداث نمو ملحوظ في السوق المالية السعودية (تداول)، وخصوصاً الاكتتابات المشابهة لتلك التي تنوي شركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو» القيام بها عبر طرح جزء من أسهمها للبيع. كما ستؤدي الزيادة في حجم الاكتتابات العامة إلى إطلاق سوق ثانوية للشركات الصغيرة والمتوسطة. وسيتمكن الحاضرون في مؤتمر «يوروموني السعودية» من معرفة المزيد حول استراتيجية التنمية الاقتصادية للمملكة من خلال مقابلة حصرية مع السيد محمد الجدعان، رئيس هيئة السوق المالية في السعودية، ضمن جدول فعاليات اليوم الأول من مؤتمر يوروموني السعودية. كما سيبحث المؤتمر في جلسة نقاشية خاصة وجهات النظر المحلية والدولية حول ارتفاع الطلب على حصص الملكية الخاصة ونمو حجم صفقاتها في المملكة. وسيستعرض كبار المسؤولين من شركات «دراية المالية»، و«المراعي»، و«QNB كابيتال»، و«الأهلي كابيتال»، و«البلاد المالية»، التقدم الذي تم إحرازه بعد مرور نحو العام على فتح سوق الأسهم السعودية أمام المستثمرين الأجانب المؤهلين للاستثمار في أسهم الشركات المدرجة. وفي إطار مساعيها لتعزيز نمو سوق أسهمها، تتطلع السعودية إلى زيادة الشفافية وتحسين التواصل مع المستثمرين، وأعلنت أخيراً خطط تدعو من خلالها جميع الشركات المدرجة في السوق المالية لرفع مستوى الإفصاح عن ملكية كبار الملاك فيها. وفي هذا السياق، يقول طارق السديري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة جدوى للاستثمار: «على رغم من ظهور بعض التحديات أخيراً، إلا أننا نرى أمامنا مؤشرات إيجابية في ما يتعلق بالسوق المالية. وجاء إعلان خطة (التحول الوطني) لطمأنة المستثمرين إزاء التزام الحكومة ببرامج الإصلاح الاقتصادي الهيكلي، وهو ما يزيد من ثقة المستثمرين في القطاع الخاص ويساعدهم في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. ونحن ننظر إلى مؤتمر يوروموني السعودية هذا العام على أنه فرصة مهمة لمناقشة التغيرات الاقتصادية المهمة في المملكة العربية السعودية ودراسة آثارها التحولية». ويُعقد مؤتمر «يوروموني السعودية» 2016 يومي 3 و4 مايو المقبل في فندق الفيصلية بالرياض، وتشارك وزراة المالية السعودية في استضافة هذا الحدث الاقتصادي الهام. وتتضمن قائمة أبرز المتحدثين خلال المؤتمر كلاً من وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، ووزير الاقتصاد والتخطيط السعودي المهندس عادل الفقيه، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير العمل الدكتور مفرج الحقباني.