أوصى مؤتمر عن التربية في العصر الرقمي عقدته كلية التربية في جامعة المنوفية المصرية أخيراً، بإعداد مدونة للسلوك الرقمي تتضمن الاستخدام الآمن والرشيد للتقنيات الرقميّة في التدريس والبحث. وأوصت بإنشاء مستودعات رقميّة (فردية ومؤسسّاتيّة)، بهدف تحسين النشر العلمي، وتحقيقاً لمبدأ الإتاحة في العصر الرقمي. وتضمنت التوصيات أيضاً إنشاء شبكات رقميّة للتواصل بين الجامعات والكليات والأقسام العلمية، واعتماد معايير التعليم الرقمي في تقويم المؤسسات التعليمية، وتعزيز تطبيقات الرقمنة في التدريس والتدريب والتنمية المهنية. وأوصى المؤتمر كذلك بعمل أدلة للآباء والمربين عن مهارات الاستخدام الآمن للإنترنت وتطبيقاته لدى الأبناء، والعمل على إصدار تشريعات لتحقيق الأمن المعلوماتي وحماية الملكية الفكرية، ومجابهة الجرائم الإلكترونية. ودعا المؤتمر إلى تبني برامج لتنمية التفكير النقدي عند التلاميذ والطلاب للتعامل مع الزيادة الهائلة في المعلومات، وتصميم برامج إعداد المعلم لمواكبة تطورات العالم الرقمي، واستثمار التقنيات الرقميّة لتعزيز دمج التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة، ونشر الثقافة الرقميّة في المؤسسات التربويّة والتعليميّة. وبمشاركة نخبة من التربويين العرب، ناقش المؤتمر ما يزيد على ثلاثين بحثاً وورقة عمل عن التربية العربية في العصر الرقمي وتحدّياته المتنوّعة. ولاحظ المؤتمر أن التقنيات المعاصرة وثورة المعلومات فرضت نفسها على النشء والشباب، فأصبحوا أسرى لها، ما يتطلب إعادة النظر في تربية الأبناء في المجتمع العربي. وشدّد على الاستفادة من الجوانب الإيجابيّة للتقنيّات الرقميّة، داعيّاً إلى تحصين الشباب حيال الاستخدام غير الرشيد لها. وذهب المشاركون في المؤتمر إلى أن الثورة الرقميّة أحدثت تغييراً في مناحي الحياة كافة، ما يفرض إحداث تغييرات مماثلة في التربية والتعليم، أشار إليها البعض بمصطلح «التربية الرقميّة». وحثّوا أيضاً على تكوين مواطن رقمي فعال، مُسيَّج بأطر أخلاقية تحميه من مخاطر الفضاء الإلكتروني. ومن البحوث التي نوقشت في المؤتمر «الخرائط الذهنيّة الإلكترونيّة: نقطة تحول من المدخل المعتاد إلى المدخل التكنولوجي في تعليم الرياضيات وتعلّمها» للدكتورين فتيحة أحمد بطيخ، ووليد صابر القاضي، وكلاهما من «جامعة المنوفيّة». وتناول البحث الخرائط الذهنية الإلكترونية وتعريفها وأنواعها وعناصرها الأساسية، وارتباطها بعمليتي تعليم وتعلم الرياضيات. وأثار البحث سؤالاً عن أثر الخرائط الذهنية الإلكترونية في تطوير تعليم الرياضيّات وتعلّمها، وكذلك إخراجها من المقاربات التقليديّة الثابتة. وتناول الدكتور مجدي صلاح طه المهدي من جامعة المنصورة، «الأخلاقيات البحثية في زمن الرقميّة»، عبر دراسة تحليلية عن أخلاقيات تعامل الباحثين مع معطيات العصر الرقمي. وتناول البحث مسائل شملت مفهوم العصر الرقمي وسماته، وضرورة أخلاقيات البحث في العصر الرقمي وغيرهما. وكذلك ناقش المؤتمر بحوثاً تتصل بموضوعه منها «الإصلاح التربوي العربي في العصر الرقمي: ضرورة حتميّة» للدكتور مهني غنايم، «المواطنة الرقميّة مدخلاً لمساعدة أبنائنا على الحياة في العصر الرقمي» للدكتور جمال الدهشان والدكتور هزاع بن عبدالكريم الفويهي، و»مستقبل التعليم الإلكتروني في القرن الحادي والعشرين: المجالات والتحديات» للدكتور حلمي أبوالفتوح عمار.