سجل تربويون ومعلمون، مخاوفهم من تنامي ظاهرة تعاطي مادة «التمباك» بين طلاب المدارس، وبخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وبخاصة بعد اكتشاف عدد من متعاطيها في أروقة المدارس، ففي إحدى المدارس الثانوية في مدينة الدمام، فاق عدد الطلاب، الذين يتعاطون «التمباك»، زملاءهم المدخنين، شكلوا جميعاً نحو 25 في المئة من مجمل طلاب المدرسة. ويقول طالب بدأ تعاطي «التمباك» منذ العام الدراسي الماضي: «كنت أدخن السجائر، وقد اكتشف أبي أمري، وهو مدخن أيضاً، فنصحني بالتوقف عنه، وبعد نقاش ودي جرى بيننا، اتفقنا على التوقف عن التدخين. وكان حريصاً على التأكد من ذلك من خلال شم رائحة ثيابي». وعلى رغم ان الأب وابنه تركا الدخان، إلا ان كلاهما يتعاطى اليوم، «التمباك»، ولكن الأب لا يعلم عن ابنه، فهذه المادة تتفوق على السجائر في عدم وضوح آثار التدخين المعروفة كالرائحة واسوداد الشفتين. ورمى عدد من السعوديين علب السجائر من محافظهم وسياراتهم، واستبدلوها ب«التمباك»، الذي يباع علناً في عدد من محال الشيشة والمعسل. ويُصنع محلياً على يد عمال آسيويين، ويستخدم في شكل مسحوق يوضع بين اللثة والأسنان الأمامية لفترة من الوقت، وتتراوح مرات استخدامه يومياً بين خمس وثماني مرات بحسب مستخدميه. وأوضح أحد الباعة المقيمين ل«الحياة» (فضل عدم ذكر اسمه)، أن «السعوديين ينافسون الآسيويين في استخدام «التمباك»، نتيجة قلة كلفته وسهولة الحصول عليه». فيما يبرر متعاطوه أنه «أقل ضرراً من التدخين، وأن سعر مئة غرام منه لا تتجاوز ريالاً واحداً، تُستخدم على مدار يوم كامل». كما أنه «سهل الحمل، ولا يستطيع أحد أن يلمحه في محفظة متعاطيه. إضافة إلى أنه لا يصبغ رائحة على الملابس، ما يوقعهم في حرج مع أسرهم، إضافة إلى أنه يقوم بالدور الذي تؤديه السجائر». ويعد الطلبة أكثر مستخدمي «التمياك» بحسب تأكيدات باعة المحال. ويبررون ذلك برغبتهم في اقتنائه داخل المدارس «لضمان عدم انتشار رائحته داخل أروقة المدارس»، إذ يعتبر الطالب المدخن مخالفاً من الدرجة الرابعة في لائحة «السلوك والمواظبة». وتتخذ إجراءاتها وفق اللائحة، باستدعاء ولي أمره وأخذ تعهد خطي عليه بالانضباط، وفصل الطالب من المدرسة لمدة أسبوع، وفي حال أعادها، يُنقل إلى مدرسة أخرى بعيدة عن مدرسته، وفق التنظيم الذي تراه إدارة تعليم المنطقة. أما في حال كررها للمرة الثالثة، يفصل من المدارس الحكومية، ويتاح له الفرصة في المدارس الأهلية. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني ل«الحياة»، أنه «لم تسجل قضايا أمنية ضد باعة التمباك»، فيما أكد الناطق الإعلامي لأمانة الشرقية حسين البلوشي ل«الحياة»، أن «من يُضبط في محله هذه الممنوعات، تُطبق عليه لائحة الجزاءات والغرامات. التي تبدأ من 600 ريال، وتتضاعف في حال تكرارها»، معتبراً أن استخدامه «سلوك غير حضاري، وبخاصة بصقه على الطرقات بعد استخدمه، سواءً من المقيمين أو المواطنين». وأعلنت جمعية مكافحة التدخين في الشرقية، عن استعدادها لتنفيذ جولات ميدانية لمراقبة المحال ورصدها، وإبلاغ الأمانة. وقال مدير الجمعية صالح العباد ل«الحياة»: «إن الجمعية تلاحظ بعض التجاوزات في المحال، ولكنها لا تستطيع أن تتدخل، لأنها ليست الجهة المخولة بذلك». ودعا الأمانة إلى «مد جسور التواصل بين الطرفين، للقضاء على الظواهر الجديدة». وأشار إلى أن الجمعية «تستقبل المواطنين الراغبين في الإقلاع عن «التمباك». ويُنفذ لهم برامج تساعدهم في التداوي منه». وأكد أن «خطره الكيماوي كبير على غشاء الفم وبصورة مباشرة على بطانة الخد وأرضية الفم واللسان. كما أنه يعمل على تخريش الأغشية المخاطية المبطنة، ويسبب التهاب اللثة وأغشية الفم المخاطية والرائحة الكريهة».