نجح الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء في الحصول على موافقة مسؤولي بي بي الذين دعاهم الى البيت الابيض, على تخصيص 20 مليار (بليون) دولار للتعويض على ضحايا البقعة النفطية التي ما زالت تتوسع قبالة السواحل الاميركية. واكد مصدر مقرب من الملف لوكالة فرانس برس ان بي بي ستودع مبلغ ال20 مليارا في حساب مجمد, بعد رفضها هذه الفكرة على ما يبدو في الايام الاخيرة. وجاء الاعلان في الوقت الذي يستقبل فيه اوباما في البيت الابيض وفدا من المجموعة النفطية البريطانية العملاقة يضم رئيسها كارل هنريك سفانبيرغ ومديرها العام توني هايوارد وكذلك رئيس بي بي-اميركا لامار ماكاي. وفي بداية بعد الظهر كان المسؤولون الثلاثة لا يزالون داخل مقر الرئاسة منذ اكثر من ثلاث ساعات, اكثر من المدة المقررة للقاء بكثير. وكان اوباما القى مساء الثلاثاء من المكتب البيضوي, خطابا الى الامة نقل مباشرة على التلفزيون, حذر فيه من ان البقعة النفطية التي تلوث خليج المكسيك هي "آفة سنكافحها على مدى اشهر بل سنوات", وانتقد "استهتار" بي بي المتهمة في الولاياتالمتحدة. وتعهد "جعل بي بي تدفع ثمن الاضرار التي تسببت بها". وسيشرف على العشرين مليارا المحامي النافذ كينيث فاينبيرغ الذي كلف بمسالة التعويض على ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 بحسب المصدر المقرب من الملف. وستتم ادارة الحساب بشكل مستقل خلال سنوات بغية تلبية طلبات التعويضات من افراد ومؤسسات تضررت بالكارثة. واكدت بي بي الاثنين انها انفقت حتى الان 1.6 مليار دولار بسبب الكارثة لكن بعض الخبراء يتوقعون ان تكلفها ما بين 30 و100 مليار. وفي لندن دق رئيس الوزراء البريطاني ناقوس الخطر بخصوص المخاطر المالية المحدقة بالمجموعة معتبرا ان بي بي "تحتاج الى ضمانات" بشان ما ينتظر منها في الولاياتالمتحدة. وقال ديفيد كاميرون ان "بي بي حريصة على ان تحصل على بعض الضمانات انه لن يكون هناك شكاوى مرتبطة مباشرة بالبقعة النفطية", مضيفا ان "المهم هو ان لا يصبح ذلك مشكلة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. ان الرئيس اوباما لا يريد ذلك, وانا لا اريد ذلك". لكن السلطات الاميركية رفعت مرة جديدة الثلاثاء تقديراتها لحجم التلوث فاعلنت ان كمية من النفط تصل الى ستين الف برميل تتسرب يوميا في المحيط, بزيادة 50% عن تقديراتها السابقة الخميس. وبالتالي, فان 300 الى 500 مليون ليتر من النفط تسربت منذ ثمانية اسابيع من البئر النفطية اثر انفجار منصة "ديبووتر هورايزن" التي تشغلها مجموعة بي بي البريطانية وغرقها قبالة سواحل لويزيانا. ورأى الرئيس الذي يدعو منذ حملته الانتخابية الى استقلالية اميركية على صعيد الطاقة والى تطوير الطاقات "الخضراء", انه "حان الوقت لينطلق هذا الجيل في مهمة وطنية من اجل تحرير روح الابتكار الاميركية والامساك بزمام مصيرنا", مشبها هذا المشروع بالجهد الذي بذله القطاع الصناعي الاميركي خلال الحرب العالمية الثانية, او ببرنامج الفضاء في ستينات القرن الماضي. لكن تحريك هذا الملف في مجلس الشيوخ قد يكون صعبا نظرا الى ردود فعل الجمهوريين الذين طالبوا اوباما بعدم "استغلال هذه الازمة لفرض ضريبة طاقة على العائلات التي تصادف مشقات اصلا في تأمين عيشها" وفق تعبير زعيم المعارضة في مجلس النواب جون بونر. ____________ * تانغي كيمينير