باريس - أ ف ب - دعا الصحافي والروائي اللبناني الياس خوري لمناسبة منحه جائزة «الدوحة عاصمة للثقافة العربية»، المثقفين العرب لتكثيف وعيهم بضرورة الحرص على الاستقلالية. وتحدث خوري خلال احتفال في مقر السفارة القطرية في باريس منحت خلاله الجائزة لشخصيتين جديدتين. وقال خوري: «على المثقفين العرب ان يكونوا واعين لضرورة الاستقلالية التامة عن السلطة لأن دورهم الأساسي يتمثل في تجسيد وعي الشعوب وصراعها ضد الاحتلال والقمع». ومنحت الجائزة مساء أول من أمس، للكاتب والفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبري الذي اختار بنفسه منح الجائزة لخوري. وقال خوري ان الجائزة تكتسي في نظره قيمة كبيرة «لأنني أرافق فيها ريجيس دوبري الكاتب والمثقف، الذي بكتاباته ومواقفه احتل مكانة كبيرة في سنوات دراستي حين قررت ان قِيَم الحرية والعدالة، اذا كانت تستحق ان نموت من اجلها فهي تستحق ايضاً ان نحيا من اجلها». واعتبر أن لحظة منحه الجائزة لها معنى رمزي اذ هي «في آن معاً تتويج لصداقة ثقافية طويلة مع دوبري، ودليل على ان القيم التي جمعتنا من زمن شبابي تستمر في جمعنا اليوم». وأبدى خوري ألمه من موقف المثقف الفرنسي اليوم الذي تخلى عن دوره، معتبراً انه مهما كانت الخلافات الفكرية بينه وبين دوبري فهو يقف دائماً الى جانب قيم العدالة خصوصاً على المستوى الثقافي. غير انه ندد ب «الموقف المتردد للمثقفين الفرنسيين من قيم العدالة والحرية التي دافعت عنها الثورة الفرنسية». وشدد في اختتام كلمته على تمسكه بتلك القيم و «بخاصة في بلدي: لبنان وفلسطين البلد الذي ولدت فيه والبلد الذي اخترته». وأشاد ريجيس دوبري بالجهود التي تبذلها دولة قطر على مختلف المستويات السياسية والثقافية، كما أشاد بانفتاحها السياسي والثقافي قائلاً: «من المريح ان توجد قطر التي تعتبر حالة خاصة في ارض الاسلام فهي مولد امل بالسلام». واعتبر ان قطر «حالة فريدة في الشرق الاوسط فهي الوحيدة التي تستضيف مؤتمراً اسرائيلياً وآخر للفلسطينيين وكأنها تستضيف اليونان والطرواديين». ومنحت الجائزة بحضور عدد من الشخصيات الفرنسية تقدمتها سيغولين روايال، المرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية. ورحب سفير دولة قطر في باريس محمد الكواري بالمكرمين، مشيراً الى ان الجائزة أنشئت «بهدف إبراز مجتمع الثقافة الذي يربط فرنسا بالعالم العربي». واعتبر أن التلاقي الثقافي «الذي ساهم في مقاربة الحساسيات والرؤى بدأ يتخذ اليوم أشكالاً واضحة ويتجسد عبر مؤلفات واعمال علمية وكذلك عبر سير شخصية». ورحب السفير بالكاتبين اللذين «اجتمعا على حس النزاهة الفكرية وجمعهما حس النزاهة الثقافي»، مشيداً بعمل ريجيس دوبري على مسألة الهويات الثقافية في الشرق الاوسط بناء لدعوة الرئيس السابق جاك شيراك. وكانت جائزة «الدوحة عاصمة للثقافة العربية» منحت في الاسابيع الماضية لعدد من الكتاب والشخصيات بينها دومينيك دو فيلبان ومحمد أركون ومالك شبل وفينوس خوري غاتا وصلاح استيتية وايمانويل تود بين آخرين. وتقرّر منح الجائزة مساء الجمعة المقبل لكل من المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا، والفرنسي روجيه تاليبير، كما ستمنح اليوم لكل من مؤسسة ورئيسة جمعية «أهلاً بكم في فرنسا» ماري فرانسواز بونسي وكريستينا كومبيرتز. وتصل قيمة الجائزة الى عشرة آلاف يورو تمنح لكل شخصية.