تألقت المطربة المصرية آمال ماهر في افتتاح مهرجان هولندا العالمي 2010 في المسرح الملكي «كارييه» في أمستردام، مؤدية أغاني كوكب الشرق أم كلثوم أمام جمهور هولندي وأجنبي وعربي غفير أجبر المنظمين على إطالة برنامج الحفلة نصف ساعة إضافية. آمال ماهر التي انطلقت شهرتها من بيت الدين في لبنان، كان وراء دعوتها إلى هذا المهرجان المدير الجديد بيار عودة اللبناني الذي درس وعمل في أكثر من عاصمة عالمية في مجال الموسيقى والمسرح. منذ أن تسلّم عودة إدارة المهرجان في 2005 يسعى إلى تغيير طابعه من خلال إحضار الفنانين المشهورين عالمياً إلى هولندا والتعرف الى ثقافاتهم المختلفة، وهذا المهرجان الذي يستمرّ حتى 23 الجاري يحاول من طريق الفنون أن يعرّف الناس في هولندا إلى هذه الثقافات المختلفة. وهو انطلق للمرة الأولى في 1947 وهيمنت عليه الثقافة الأوروبية والأميركية طيلة هذه الفترة، وهذه ربما هي المرة الأولى التي يشارك فيه فنانون عرب. تتوزع نشاطات المهرجان بين الموسيقى والمسرح والرقص والعمارة والغناء، وتجمع بين الحديث والقديم. وهناك عودة إلى مسرح شكسبير إلى جانب المسرحيات الحديثة التي ستعرض في الأيام المقبلة. أما في ما يتعلق بالموسيقى، فهناك سيمفونيات لبتهوفن وباخ إلى جانب موسيقى الجاز والبوب. الرقص لا يشذ عن هذه المعادلة أيضاً، إذ تقدم عروض تعبيرية لآخر الصرعات في الرقص الحديث الذي يصل به الحدّ أحياناً إلى الأكروبات والتهريج الحركي. ومن أجل إتاحة الفرصة لعدد أكبر من الجمهور، هناك عروض تقدم عند الثامنة والنصف من مساء كل يوم، ويُعاد عرضها خلال نهار اليوم التالي. الحضور العربي آمال ماهر ليست العربية الوحيدة التي شاركت في المهرجان، فهناك المعمارية العراقية زها حديد التي دُعيت لتقديم محاضرة عن الموسيقى والعمارة، إلا إنها اعتذرت في اللحظة الأخيرة عن عدم المجيء بسبب وجودها في الوقت نفسه في روما لافتتاح متحف من تصميمها. كما تقدم فرقة «ثلاثي جبران» الفلسطينية التي تتكون من الإخوة عازفي العود وسام وعدنان وسمير جبران، أمسية موسيقية في قاعة «بم هاوس». واختارت إدارة المهرجان العرض المسرحي الطريف «الراديو المؤذن» للمخرج السويسري ستيفان كيغي، يتناول مصير أربعة مؤذنين مصريين طردوا من عملهم بعدما قررت مدينة القاهرة الاستعاضة عن الأذان التقليدي بأذان يبث عبر الراديو. أم كلثوم جديدة من خلال آمال ماهر كرّم المهرجان كوكب الشرق بوصفها أعظم مطربة في القرن العشرين، كما جاء في الدليل الخاص بالمناسبة. وتتمتع المطربة آمال ماهر بصوت شجي وصاف يتجاوز الاوكتاف ونصف الاوكتاف، وهي مساحة صوتية تمكنها من أداء بعض أغنيات أم كلثوم وليس كلها. وعمد المايسترو اللبناني سليم سحاب إلى بعض الحيل الجمالية حين تدخل في اللحن الأصلي وغيّر قليلاً فيه، بما لا تلحظه أذن الجمهور العادي وذلك من اجل أن تستطيع المطربة الشابة أداء المقطع الغنائي براحة من طريق وقفة قصيرة جداً تسمى في المسرح (الاس) وهي وقفة تسمح للممثل أو للمطرب استرداد أنفاسه، حينما ينفد «بنك الهواء» إذا استعرنا المصطلح المسرحي مرة أخرى. غنت آمال «أنت عمري» و «سيرة الحب» و «الأطلال» وبعض المقاطع بسبب ضيق الوقت وتحت إلحاح الجمهور العربي الكبير الذي حضر الافتتاح. ولأن ثمن التذاكر كان مرتفعاً جداً قياساً بالفعاليات الأخرى عمدت إدارة المهرجان إلى نصب شاشات كبيرة للغاية في الحديقة المجاورة للمسرح «أوستر بارك» لتتيح فرصة لعدد كبير من الناس متابعة الحفلة التي بيعت تذاكرها كلها قبل أكثر من شهر.