«أفضل امرأة عربية» جائزة تثير تساؤلاً عمّا إذا كانت تستحقها فئات محددة من النساء، وعمّا إذا كان في التصنيف ما يسيء إلى المرأة. عائشة الكارب، المدير التنفيذي للمنظمة السودانية للبحث والتنمية (سورد)، تشجع ان تتقدم للمرأة الجوائز، كنوع من التحفيز، مهما كان مجال تجليها، كالأزياء مثلاً، طالما أبدعت فيه، «شرط ان تحرص على عدم استغلالها». وهي تؤمن بقدرة المرأة على التفوق، ولا تحبذ انتقاد أي جائزة تقدم لها. وتعتبر الكارب أن التطرق الى موضوع الجوائز الخاصة بالنساء هو بحد ذاته دعوة إلى كسر حاجز الحياء من ذكر المرأة. ويرى محمد عبدالقادر، محاسب، في بادرة افراد جائزة للمرأة العربية انجازاً يستحق الثناء، بصرف النظر عن المجال الذي تمنح به، فالمهم النظر الى الجدارة. ولا يوافق عبدالقادر على الفصل بين النساء والرجال، ويضرب أمثلة ان عالم الازياء والأعمال والموسيقى وغيرها من مجالات لم تعد حكراً على أي من الجنسين، «ولعل الأفضل ان يتشارك الرجال والنساء في المنافسات»، كما يقول. يوافق ساري محمد عوض، فنان تشكيلي، تماماً على منح المرأة جوائز في مجال عرض الازياء او الموسيقى باعتبار ان هذه المجالات تحتاج الى احاسيس ومشاعر تفيض بها النساء. وهو يعتقد أن الإبداع يكون اكثر روعة عند النساء، والجائزة لا تقلل من قدرهن، بل على العكس تميزهن. لكن عبدالقادر يرفض استغلال أنوثة المرأة وجسدها لنيل الجائزة أو التكريم. ويشدد على أن النساء قادرات على خوض المجالات كافة، ونيل حقوقهن... مصراً على أهمية توحيد الجوائز ومعاييرها للجنسين. مكارم، سكرتيرة تنفيذية، تقول: «تحجّم المرأة بوضعها في مواقع تشير الى ان تفكيرها محدود ويسهل استغلالها جسدياً. وعليه، أرفض التعامل معها بهذه الطريقة، من ناحية منح الجوائز، ولو أنني أرى فيها أيضاً تمييزاً ايجابياً». وتتفق معها مي، المديرة المالية لدى إحدى منظمات المجتمع المدني، وتشير الى ان المرأة العربية بحاجة إلى هذا النوع من التمييز كي تصل الى ادنى حد بلغه الرجل. خنساء، ناشطة في مجال حقوق المرأة، تتفق معهما، لناحية حاجة النساء إلى فرص للاقتراب من التنافس مع الرجال، باعتبار ان المبدعة أو العاملة من النساء العربيات تلقى عليها صفات الرجل ومميزاته، وكأن ليس من حقها أن تتمتع بأنوثتها بينما تبدع في السياسة أو العلوم... وهذا عند خنساء رفض تام لتحجيم المرأة داخل جسدها.