رحب الجيش الأميركي باقتراح قائد القوة الجوية العراقية قيام طلعات جوية لتأمين حدود البلاد الشمالية من الهجمات الايرانية. وكشف بيان للجيش الاميركي تسلمت ال «الحياة» نسخة منه ان «قائد القوة الجوية العراقية الفريق الركن انور أمين عرض إجراء القوة الجوية العراقية طلعات بطائراتها لتأمين حدود العراق الشمالية من الهجمات الايرانية». وتقضي الخطة بحسب البيان الاميركي بأن تقوم القوة الجوية العراقية بطلعات بطائرة «كنك اير» لتقديم الدعم في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في المنطقة القريبة من الحدود الايرانية العراقية في اقليم كردستان، كما اقترح أضافة محطة أرضية متنقلة في جهد مشترك بين وزارة البيشمركة وحرس الحدود. وأشار البيان الى ان «هذا العرض قدم اثناء الزيارة التي قام بها وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع العراقية الى كردستان الاسبوع الماضي من اجل مناقشة تأمين حدود العراق الشمالية من الهجمات الايرانية». وكان الوفد زار اربيل، بتوجيه من رئيس الوزراء المنتهية ولايته القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي وضم رئيس أركان الجيش الفريق بابكر زيباري ومساعد رئيس الأركان للعمليات الفريق عبود قنبر وقائد القوات الجوية العراقية الفريق أنور امين. ونقل البيان عن الجنرال هانسن قوله «أظهر العراق قدرته على أداء هذا العمل» واعتبر ان «خطة الفريق الركن انور جيدة، ونحن جاهزون لتقديم الدعم بأية طريقة ممكنة». وأعلن البيان الاميركي ان المسؤولين في حكومة اقليم كردستان ووزارة الداخلية اتفقوا على تفعيل أستخدام فرق الارتباط من أجل تعزيز تبادل المعلومات لتحسين التماسك بين المقرات المختلفة. ونقل البيان عن وزير الداخلية في اقليم كردستان كريم سنجاري قوله «نحن جاهزون لتلقي الدعم. نحن عراق واحد وسنصل الى حل للموضوع في شكل ديبلوماسي». واكد الخبير الأمني في وزارة الداخلية علي عبد الكريم في اتصال مع «الحياة» ان «العراق لديه العدد الكافي من المروحيات القادرة على تأمين اجواء البلاد فضلاً عن رصد اية تحركات مشبوهة سواء كانت من داخل او البلاد خارجها» وأضاف «سبق وان شارك العراقيون بطلعات جوية لتأمين الاجواء وبعض المناطق الساخنة وقد اثبتوا نجاحاً في ذلك. وتابع «ما زلنا في حاجة الى تطوير مهارات العراقيين وزيادة خبراتهم في استخدام الغطاء او السلاح الجوي» واستدرك «هذا لا يعني عدم جاهزية القوة الجوية العراقية لادارة الامور وتأمين اجواء البلاد، لكن ذلك لن يتحقق ما لم يتدرب طيارو العراق على كل الانواع من الطائرات المستخدمة في تأمين الاجواء». في غضون ذلك، ذكر الامين العام لوزارة «البيشمركة» في حكومة اقليم كردستان جبار ياور أن دخول القوات الايرانية داخل اراضي اقليم كردستان العراق يتمثل في نتوء جبلي حدودي صغير، فيما اختلفت قيادة وزارة الدفاع العراقية وشرطة الحدود في تأكيد وجود توغل ايراني داخل الاراضي العراقية. وقال ياور في تصريح الى «الحياة» إن «تصريحات رئيس اركان الجيش العراقي تشير الى عدم وجود توغل ايراني داخل الحدود العراقية في اقليم كردستان، وأضاف ان تصريحات رئيس الاركان تستند الى معلومات عسكرية اميركية» وأضاف «أما قيادة شرطة الحدود، المنطقة الاولى، فتؤكد وجود توغل ايراني داخل الاراضي العراقية في الاقليم بعمق كيلومتر وعرض كيلومترين». وأضاف ياور «بحسب تصوراتنا فإن الوجود العسكري الإيراني قد يكون محصوراً في نتوء جبلي حدودي صغير يصعب تحديده، اذ ان هنالك تداخلاً حدودياً في تلك المنطقة». وحول ابرز التطورات الميدانية على الحدود، أوضح الأمين العام لوزارة «البيشمركة» أن «القصف المدفعي الايراني تجدد على المناطق الحدودية بعد ان توقف في اليومين الماضيين». واشتدت حدة القصف المدفعي الايراني على المناطق الحدودية العراقية في اقليم كردستان العراق خلال الاسابيع الاخيرة بحجة استهداف مقاتلي «حزب الحياة الحرة الكردي» (البيجاك)، ما اسفر عن مقتل مواطنين مدنيين حتى الآن وتدمير مساحات واسعة من الحقول والبساتين، اضافة الى تهجير الاهالي الساكنين في تلك المناطق. الى ذلك، بدأت مجموعة منظمات مدنية في مناطق مختلفة من اقليم كردستان العراق بجمع المساعدات والتبرعات لأهالي القرى الحدودية التي تعرضت للقصف الايراني خلال الفترة الأخيرة تتضمن مساعدات غذائية ومستلزمات منزلية.