قبل أن تبدأ نهائيات كأس العالم الجارية في جنوب أفريقيا تواصلت الانتقادات على الكرة الجديدة التي تم اعتمادها في مباريات المونديال والمسماة ال «جابولاني»، وظهرت هذه الانتقادات خصوصاً من حراس المرمى، ووصفوها بالسيئة وأن القصد من تصنيعها هو زيادة محصلة الأهداف في المونديال ما سيعرضهم للحرج، وإن هذه الكرة ليست عملية على الإطلاق، لكن في الوقت نفسه، برر مصمم الكرة المخصصة للمونديال آندي هيرلاند الانتقادات كافة الموجهة لها، وأكد «أن اللاعبين لم يعتادوا على الكرة بصورة كافية بعد، ويمكنني أن أؤكد بشكل قاطع أنه لا يوجد ثمة خطأ بتصميم جابولاني»، مشيراً إلى أنهم قضوا سنوات طويلة من البحث لتصميم الكرة، فالكرة بها عدد أقل من الشرائح وبالتالي يكون مسارها سليماً في الهواء، فهي أكثر استقراراً من الكرات السابقة، وأعتقد أن شكاوى اللاعبين كافة لكونهم لم يعتادوا عليها بعد». والحقيقة أن الكرة الجديدة أثارت انتقادات عدد كبير من اللاعبين والحراس قبل انطلاق المونديال، واصفين إياها بأنها كالكرة البلاستيكية التي يشترونها لأطفالهم، وتواصلت الانتقادات حتى بعد أن بدأت مباريات المونديال، إذ وجّه قائد منتخب إنكلترا ستيفن جيرارد أصابع الاتهام للكرة، وأكد أنها السبب في الهدف الغريب الذي دخل مرمى الحارس روبرت غرين، وتسببت في تعادل الفريق أمام أميركا بهدف لكل منهما، كما انتقد المدير الفني لمنتخب الجزائر رابح سعدان الكرة ذاتها، مشيراً إلى أن حارسه فوزي شاوشي لا يتحمل مسؤولية الهدف الذي دخل مرماه وتسبب في خسارة «الخُضر» أمام سلوفينيا. وأسهمت الأخطاء «الساذجة» التي ارتكبها بعض حراس المرمى منذ بداية البطولة في إعادة الحديث حول دور الكرة الجديدة في هذه الأخطاء، وهو الحديث الذي كان يدور قبل البطولة وخلال فترات الإعداد عندما اختبر اللاعبون الكرة وفوجئوا باختلافها عن الكرات التي اعتادوا عليها، وأكثر من يعاني من الكرة هم حراس المرمي. وربما من سوء حظ الكرة الجديدة أن حراس المرمى ارتكبوا في الأيام الثلاثة الأولى من المونديال أخطاء قاتلة تسببت في ولوج الأهداف مرماهم بمنتهى الغرابة، إذ حمل الكثيرون الكرة الجديدة خطأ حارس مرمى المنتخب الإنكليزي غرين الذي تسبب في هدف التعادل الذي سجله الأميركان في مرماه عندما أفلتت الكرة منه بطريقة غريبة، وكان الهدف سبباً في الكثير من الانتقادات الشرسة للحارس من وسائل الإعلام الإنكليزية، لدرجة أن حارس مرمى المنتخب الأميركي طالب بعدم المبالغة في الهجوم على الحارس في وجود «الجابولاني». وهذه الكرة لمن لا يعرفها بدقة متناهية – بحسب تصريحات صانعيها - إن هناك سراً في الكرة، وهو سر الرقم «11»، إذ إن الكرة تتكون من 11 لوناً وهذه الألوان التي تتميز بها «الجابولاني» تمثل 11 لاعباً، كما أنها تمثل اللغات ال11 التي يتحدث بها شعب جنوب أفريقيا ومنها لغة «الزولو» والتي تم اشتقاق اسم الكرة منها وتعني بتلك اللغة «الاحتفال»، كما أنها تمثل شيئاً مهماً بالنسبة إلى شركة «أديداس»، إذ إنها الكرة ال 11 التي يتم اعتمادها من ال «فيفا» لكأس العالم بعد أن تم اعتمادها للمرة الأولى في المكسيك عام 1970، وأضاف هانس أن تصميم الكرة جاء ليناسب الروح الأفريقية للبطولة وتقديراً لجنوب أفريقيا التي تستضيف الحدث، كما تمت صناعتها في الصين. وخلال ال 10 مباريات التي لعبت في المونديال لا يزال الجدل قائماً حول الكرة الجديدة، بل إنها تبدو فرصة سانحة لتبرير الخسارة، وخلال أول 10 مباريات في المونديال لم نشاهد في هذه المباريات أهدافاً كثيرة باستثناء مباراة ألمانيا ضد أستراليا، ما يعني أن الكرة بريئة حتى تثبت إدانتها. [email protected]