اتهمت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان ماكسيم باكييف نجل الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف بدفع 10 ملايين دولار لتنظيم اعمال العنف التي ادت منذ الخميس الماضي الى مقتل 170 شخصاً على الأقل في جنوب البلاد. وأوقفت السلطات البريطانية الاثنين ماكسيم باكييف الملاحق من قبل الانتربول، فور وصوله الى اراضيها على متن طائرة خاصة، وأكد ألمظ بك اتمباييف النائب الاول للرئيسة بالوكالة روزا أوتونبايفا ان السلطات القرغيزية ستبذل كل جهودها من اجل تسلم نجل الرئيس المخلوع المتورط بجرائم دولية مرتبطة بعمليات تبييض اموال وعمليات فساد تتعلق بعقود نفطية مبرمة مع القاعدة الجوية الاميركية في قرغيزستان التي تعتبر اساسية بالنسبة الى العمليات العسكرية في افغانستان. تزامن ذلك مع اعلان بيلاروسيا التي لجأ اليها باكييف بعد اطاحته رفضها طلباً قدمته بشكك لتسليم الرئيس المخلوع. وحذر اتمباييف من ان العنف في جنوب البلاد قد يمتد إلى العاصمة بشكيك ومنطقة أخرى في الشمال. وقال: «الأحداث في أوش دبرت بحنكة، ويجب أن ننتظر أعمالاً استفزازية في منطقتي تشوي وبشكيك. ونحن متأهبون في شكل جيد على رغم أن الحكومة لم تكن جاهزة للأحداث الأخيرة في جنوب البلاد»، لافتاً الى أن أعمال العنف تهدف الى إفشال الاستفتاء على نص الدستور الجديد المقرر هذا الشهر. وفيما اكدت السلطات القرغيزية تراجع حدة اعمال العنف الدموية في الجنوب خلال الساعات ال24 الاخيرة واستئناف الحياة الطبيعية «على رغم بقاء التوتر في بعض المواقع في ظل انتشار قناصة مرتزقة في الشوارع»، أشارت منظمات دولية الى أن الوضع ما زال خطراً داعية الى تقديم مساعدت عاجلة في ظل شح المواد الغذائية والطبية، علماً ان ثلاث طائرات نقلت مساعدات إنسانية من روسيا إلى أوش. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين بيسكو إن «الأممالمتحدة تعتزم البدء في جمع مساعدات اغاثة للسكان في جنوب قرغيزستان، خصوصاً في أوش. وكانت اعمال العنف اجبرت نحو 100 الف على الفرار من مناطقهم واللجوء الى اوزبكستان المجاورة. وأعلنت طشقند امس، انها استقبلت 83000 نسمة واضطرت الى اغلاق الحدود امام اعداد اخرى بسبب ضخامة عدد الفارين من اعمال العنف. وأعلن نائب رئيس الوزراء الأوزبكي عبدالله أريبوف انه «جرى الحد من دخول النازحين نظراً الى وصول أشخاص كثيرين إلى أوزبكستان، ولا يسمح حالياً بالدخول إلا لجرحى وأطفال ونساء». الى ذلك، أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه قد يدعو الى عقد قمة طارئة لزعماء منظمة الامن الجماعي التي تضم سبع جمهوريات سوفياتية سابقة، من اجل مناقشة الموقف في قرغيزستان واتخاذ تدابير عاجلة. وكان الأمناء العامين لمجالس الامن القومي في المنظمة امتنعوا اول من امس عن اتخاذ قرار واضح بتدخل عسكري طلبته بشكيك، وهو ما يجب ان يحصل بالاجماع.