بشكك - أ ف ب، يو بي أي - انتزعت روسيا عبر استضافتها أمس اجتماعاً طارئاً لمنظمة الأمن والتعاون الجماعي، موقفاً «يُريحها» من تحمل كلفة التدخل العسكري في قرغيزستان منفردة، ما أوجد خيبة كبيرة لدى الحكومة الموقتة في قرغيزستان التي أكدت عدم قدرتها على مواجهة «حالة طارئة بهذا الحجم»، فيما طالب محتجون يمثلون منظمات لحقوق الإنسان في بشكك بتدخل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي قررت إيفاد مبعوث خاص لدرس الوضع الميداني، وذلك على غرار الاتحاد الاوروبي. في هذا الوقت، دعت واشنطن الى رد دولي منسق لوقف الإشتباكات الإتنية، وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت مع مسؤولين في حكومة قرغيزستان الإنتقالية وعدد من مسؤولي الدول المجاورة لبحث العنف الدائر. وبعد يومين من مطالبة الحكومة الموقتة في قرغيزستان بتدخل روسيا، اكتفى ممثلو دول منظمة الأمن والتعاون الجماعي التي تضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، باعلان انهم «ناقشوا خطوات عملية لمواجهة الموقف ستعرض على رؤساء الدول الاعضاء واللجان المختصة لمتابعة العمل في شأنها»، في اشارة غير مباشرة الى احتمال اتخاذ المنظمة قراراً لاحقاً بالتدخل عسكرياً في قرغيزستان التي دعت مواطنيها إلى ضبط النفس وعدم الانجرار الى أعمال استفزازية. وبخلاف روسيا وكازاخستان، بدت أوزبكستان الأكثر قلقاً من ان تتسبب أعمال العنف والقتل التي استهدفت أبناء قوميتها في انتقال حال الغضب الى أراضيها في ظل الاستياء من بطء اتخاذ تدابير للدفاع عن الأوزبك في البلد المجاور، علماً ان طشقند استقبلت حوالى 60 الف لاجئ نزحوا الى الحدود قبل اغلاقها. وأفادت وسائل اعلام روسية بأن «الآفاً قضوا ليلتهم الثانية على الحدود في انتظار السماح لهم بدخول الأراضي الأوزبكية». ورغم التحفظ الروسي، وصف الرئيس ديمتري مدفيديف الوضع في قرغيزستان بانه «لا يحتمل: فالناس يموتون والدم لا يزال يسفك، والعنف الهائل يتم بدافع اتني». واضاف «هذا الوضع خطير للغاية على المنطقة، ولذلك فمن الضروري ان نبذل كل جهد ممكن لانهاء مثل هذه الاعمال». وفي اليوم الرابع للمواجهات في جنوب قرغيزستان، ارتفع عدد القتلى الى 124، وقال نائب رئيس الحكومة الانتقالية في البلاد وزير المال تمير سارييف إن «مواجهات تحصل في أماكن لا نستطيع تحديدها في ظل انتقالها من مكان الى آخر من دون ان نملك قوات كافية لمواجهتها». لكن سارييف رأى ان «الوضع أقل صعوبة من الايام» السابقة، بعدما جرت تعبئة القوات الحكومية التي تلقت أوامر باطلاق النار من دون انذار من أجل وضع حد لأعمال العنف. وأعلنت السلطات اعتقال سياسي معروف لم تكشف هويته في مدينة جلال أباد بتهمة «تنظيم المواجهات العرقية في محاولة لإطاحة السلطة». وفي موسكو، تظاهر مئات من ابناء القومية الأوزبكية القادمين من مناطق جنوب قرغيزستان أمام مبنى وزارة الخارجية الروسية أمس، داعين موسكو الى التدخل من أجل إنقاذ من تبقى من ذويهم. ونقل المشاركون شهادات مروعة عن الأحداث. وتحدث بعضهم عن ان العدد الحقيقي لضحايا الهجمات يزيد على 700 شخص وان جثثاً كثيرة ما زالت تحت انقاض المنازل المحروقة التي يصعب الوصول اليها .