الدكتور محمد الرشيد رجل «معتق» بالتربية، منذ خرج للدنيا وهي شغله الشاغل، تعلم اللغة العربية في جامعة الإمام، ولكن على رغم ذلك يتوجس منه البعض كثيراً ويشككون في بعض نواياه، كانت قضايا التربية والتعليم غائبة عن المشهد الحياتي في البلاد وجاءت حقبته الوزارية فملأ الناس ضجيجاً بقضاياه، فأصابه بسببها ضجيجاً أكثر، أراد وضع بصمات واضحة المعالم، فتصدى له الكثيرون وزادوا من العراقيل في مشواره، أمضى قرابة العشر سنوات في منصبه سمع فيها سباً وقذفاً أكثر منها شكراً وثناء! على رغم كل هذا لا تزال قسمات الدكتور محمد تشعّ بالبسمات ولا يزال يخرج علينا بين حين و آخر برؤى تجعله مختلفاً.. خذله مقربون وبعيدون ومع ذلك مازال يمنح ويغدق علينا بفياضة وعذب كلامه.. فإلى تفاصيل الحوار. يرى البعض أن شؤون التربية والتعليم مستباحة من الكل، هل معنى هذا أن القرار التربوي ليس في يد أهل الاختصاص ولابد أن يكون شأناً عاماً للمجتمع؟ - أعتقد أنك محق، فكثير من الناس يدلون بدلوهم في ذلك، أتذكر عندما كنا نجتمع في لجان المناهج تجد على سبيل المثال المتخصص في مادة التاريخ يجد أننا قد قصّرنا في أن نعلم أبناءنا مادة التاريخ بالقدر الكافي، والمتخصص في مادة الشريعة يرى أننا قصرنا في مادة الشريعة، وكل متخصص يرى ذلك وعلى التوالي.. لكن المعيار الذي نتحدث عنه هنا أننا نعلم طلاباً في مرحلة التعليم العام، وهي ليست مجالاً متخصصاً في أي من المجالات أياً ما كانت لأننا لا نريد قاضياً ولا محامياً ولا طبيباً الآن. نريد في التعليم العام أن يكون الطالب مهيأ لأن يعي ما يعرفه أي إنسان عادي بصفته يتعبد الله يعرف حقوقه وواجباته نحو وطنه لكن ليس متخصصاً، لكن كثيراً من الناس لا يعي هذه الحقيقة، والأمر الآخر بصراحة أن المشكلة تكمن في أن المعلمين ليسوا على دراية بالمفاهيم الصحيحة للعملية التعليمية لأننا لم نجعلهم أهل مهنة، فالطبيب صاحب مهنة والمهندس صاحب مهنة، ولكن المعلم ليس صاحب مهنة تربوية، وليست هناك هيئة للتخصصات التربوية! وفي حقبة من الزمن كنا نقبل أي إنسان متخرج في الجامعة، بل في البدايات كنا نقبل أي إنسان يقرأ ويكتب أنه يمتهن مهنة التعليم، ثم تطورنا بأن يأخذ شهادة إعداد المعلمين ثلاث سنوات بعد الابتدائي ثم إعداد المعلمين التي تساوي المرحلة الثانوية، ثم تطورنا حتى وصلنا إلى أنه لابد أن يكون مرحلة جامعية، لكن معظم الذين التحقوا بهذه المهنة ليسوا متحمسين لها، فهي لهم فقط سبيل عيش! وهذه هي علتنا في قضايا التعليم أن معظم المنتمين إليه من المعلمين على وجه الخصوص ومن في حكمهم لم يلتحقوا به لرغبة أو معرفة، وإنما لكسب قوتهم ليس إلا. التعليم والأماني كنت أكاديمياً، وأصبحت مديراً عاماً لمكتب التربية العربي لدول الخليج لفترة معينة ثم أصبحت عضو مجلس الشورى، وكنت تتمنى من التعليم الشيء الكثير وتكتب فيه أشياء أكثر، ثم أصبحت المسؤول الأول عن وزارة التربية والتعليم، كيف وجدت الفرق عندما تكون صاحب قرار أو أن تكون صاحب أمنية؟ - هذا كلام جميل جداً، لا أستطيع أن أقوّم الحقبة الزمنية التي كنت فيها مسؤولاً في وزارة التربية والتعليم والتي بلغت العشر سنوات وأتركها إلى الناس هم الذين يقوّموها، لكن في ظني أننا أنجزنا أموراً كثيرة ولم نحقق كل ما أردناه، وكانت هناك عراقيل كثيرة كتبت عنها في منابر عدة، وأنا أظن أن أول إنجاز أراد الله أن يتحقق في الحقبة التي كنت أنا فيها مسؤولاً هي أن التعليم أصبح هَمّ الناس كلهم، وهذا فتح علينا أبواباً كثيرة منها ما أفادنا ومنها ما جعل كل يتطاول علينا، واعتقد أن أشياء كثيرة تم تحريكها من قبلنا، ولكن لم أحقق كل ما كنت أتمنى أن أنجزه. ومن أبرز الأسباب التي جعلت أحلامي بعيدة المنال أن الناس يعترضون على كل شيء ويتوجّسون شراً من كل جديد ويقرأون الأمر بطريقة تبطئ الكثير من الحراك المنشود، حيث ما إن يسمعوا كلاماً عني وغالباً يكون مما لم أتقوّله تنهال المكالمات الهاتفية على منزلي بعضها يتساءل عما قلت، والآخر يندد بي لأني اقترحت ما يخالف تعاليم شريعتنا الإسلامية وقيمنا الفاضلة، وقد تلقى كل من أفراد عائلتي مهاتفات بذيئة جداً فيها قدح وذم، بل وصلت إلى درجة القذف. لقد كانت بعض القضايا التي مررت بها محنة قاسية طاولني منها أذى، واقتضت المعاناة أن يوجهني ولاة الأمر أن أعرض الأمر على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز لأجل أن يحيط الشيخ علماً بالأمر، وكنت أخرج من عند الشيخ ابن باز وأنا مسرور الخاطر متسلح بدعم وتوجيه منه كبير. عندما جاءك خبر تعيينك وزيراً.. ما الكلمات الأولى التي سمعتها؟ - عندما تسلمت منصبي كتب لي الشيخ الوالد عبدالعزيز التويجري رحمه الله: «الطبيعة البشرية واحدة سواء كانت في القرية مع عمل صغير أو في المدينة مع عمل كبير. تضاعف الحسد عليّ والكيد والدس والافتراء والظلم إلى حد أن أقرب الناس إليّ صار يتابع التقارير ضدي، قصة طويلة ولكن (وما في الدنيا أشجع من بريء). لي في الخدمة الآن يا محمد 63 عاماً، ليتني استرحت يوماً واحداً من الحسد! وقبلي قال أبو الطيب المتنبي لسيده: أزل حسد الحساد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حسداً عملك الجديد سيصير لك حسداً، أقلل من الكلام، كن محافظاً تسمع ولا تحكي. هذه الرسالة لا تعني أنك قليل الخبرة إن شاء الله، الخوف عليك هنا قد يكون عاطفياً ربما يفيدك. أملي أن تدخل مع نفسك وسلوكك في كل شيء من العلاقات إلى شربة الماء وما ترى أنه غير مناسب لوضعك ابتره ولو أوجعك». كم هي جميلة هذه الرسالة. قرأتها مرات ثم وضعتها في ملف الرسائل العزيزة على نفسي والتي أحتفظ بها، وبعد مرور الأيام وتوالي المكائد والدسائس أدركت مدى صحة توقعات أستاذي، وأن التجربة التي مر بها يمر بها كل من هيأ الله له تبوأ مكانة في مجتمعه. عجيب أمر بعض الناس الذين لا يرون جميلاً، ولا يسرهم النجاح، ولا يحرصون على الوقوف على الحقيقة. كانت الرسالة - وستظل - نبراساً، أتذكر ما جاء فيها حين يمر بي وقت عصيب أشعر فيه بالضيم نتيجة التجني. ويذكرني الكثير من إخواني دائماً بالمثل القائل: (إن الشجرة المثمرة هي التي يقذفها الناس بالحجارة)، وأصبحت أردد ما كتبه الوالد عبدالعزيز التويجري في رسالته لي: (وما في الدنيا أشجع من برىء). من الذي خذلك في مشوارك؟ - خذلني كثير من الناس، خصوصاً الذين يساورهم شكوك في نيات وتوجهات جديدة عليهم، أو أن التبديل والتغير يلقي عبئاً كبيراً على الناس، وهذا شيء لم يتعودوا عليه ولا يعرفوه. وأعطيك مثالاً أوضح، فأنا عندما تقدمت بورقة إلى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - أتحدث فيها عما أظنه يطور من مناهجنا في التربية الدينية، وكان تصوري أننا نخفف من بعض تفصيلات قضايا العبادات والبيوع ونركز على المعاملات بين الناس والأخلاق وغير ذلك، فذكرت له أمثلة كثيرة جداً حيث أننا ندرس في المتوسط أشياء مثل تفاصيل الزكاة على بهيمة الأنعام والركاز، ومثل هذه القضايا قد لا يحيط بها عقل الطالب في هذه المرحلة، فطاب للشيخ تصوري ورشح لي ثلاثة من المشايخ حتى نستطيع تطبيق هذه الورقة على أرض الواقع ويتم تغيير المناهج طبقاً لهذه الورقة. وتم توجيه الدعوة لهم إلى مكتبي، ولكنهم للأسف قدموا لي اعتذارهم من المضي قدماً في هذا المشروع خشية أن يلومهم الناس على ذلك!، وأدركت حينها سطوة الجماهير على كثير من قرارات التطوير وعلى بعض المفكرين والعلماء! عملنا غير مؤسسي لماذا أنتم كوزراء حريصون على أن يصنع الشيء باسم الوزير الموجود بالوزارة على أساس أنها هذه حقبتي وهذا مشروعي؟ - الأمر ليس بهذا الشكل، ولكن في الحقيقة أكبر عيب في مؤسساتنا خصوصاً التي لها طابع مع الناس ولها فكر مثل وزارة التربية على وجه الخصوص أن ليس لها قوانين محددة ومعالم واضحة ومنهج متفق عليه، وفي حقبتي بالوزارة ما كنت أنفرد بالقرار وكان الذي يقرر مجموعة من الأفراد يتشاورون ويتخاطبون ويصلون إلى الرأي العلمي المجرب والأنسب والأفضل. وللأسف لم يكن عملنا بالعمل المؤسسي، ودعني أضرب لك مثلاً موضوع اللغة الإنكليزية، عندما اجتمعنا الاجتماع السنوي في أبها عام 1418ه وكان يوجد خبراء من البنك الدولي، وكان من ضمن المشاركين وكلاء الوزارة ومديرو عموم التعليم ومديرو التعليم في المحافظات يسمونه لقاء قادة العمل التربوي، وكان الحديث مع كثرة الصرف من مبالغ مالية وجهود كبيرة، وعلى رغم ذلك كان خريج الثانوية العامة عندنا في اللغة الإنكليزية ضعيفاً جداً. وبعد الدراسة وجدنا نفسنا نبدأ متأخرين بالتعليم حيث نبدأ من الصف الأول متوسط وهذا يعتبر خطأ كبيراً جداً، فاللغة الإنكليزية أصبحت لغة مهمة جداً لا نريد أن نعلم بها دروساً، ولكن نريد تعلم مهارة لغة ثانية، واتفقنا على أن المشكلة تكمن في أن البداية تأتي متأخرة في تدريس اللغة الإنكليزية، ويجب أن نبدأ باكراً أكثر من ذلك، فقررنا أن نقدم مشروعاً إلى قيادتنا الرشيدة ووافق مجلس الوزراء على هذا الموضوع. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أكثر المؤيدين لذلك، ونشرنا أننا سندرس اللغة الإنكليزية من بداية المرحلة الابتدائية، فإذا بالبرقيات والاعتراضات تنهال علينا من كل صوب، تؤكد أن تعليم اللغة الإنكليزية من وقت باكر سيفسد على الطلاب لغتهم العربية، فتمت إعادة الموضوع إلى مجلس الوزراء مرة أخرى بناء على الضغوط التي حدثت وتم التغيير على أساس أن دراسة اللغة الإنكليزية تبدأ من الصف السادس الابتدائي، وبهذا لم نأتِ بجديد، وقلنا نأخذ الموضوع بالتدريج على أن تبدأ بعد ذلك من الصف الخامس الابتدائي ثم الصف الرابع الابتدائي وعلى التوالي. وللأسف التجربة من الفصل السادس الابتدائي لم تنجح، لكن الأغرب عندما تركت الوزارة جاء قرار يسمح للمدارس الأهلية التي تدرس طلابنا السعوديين أن يتبنوا أي منهج وبأي لغة يريدونها هذا نص الحديث، فبهذا لا نُعلم اللغة الإنكليزية كمهارة اللغة الثانية، ولكن بدأنا نُعلم بها. ومع ذلك الناس سكتت فهم يقولون إن الأمر محدود! وحتى إذا كان ذلك فإن المبدأ خطأ شديد جداً، نحن في المملكة العربية السعودية بلد الإسلام منبع اللغة العربية فلا يصح أن نعلم أبناءنا بغير اللغة العربية وللأسف أن الناس عندنا أهل هوى أحياناً!. حرام علي حلال لغيري لماذا ما حُرم على محمد الرشيد تمت إباحته بعد ذلك؟ هل هذا عدم ثقة بمحمد الرشيد ودخول في النيات؟ - هذا ما لا أعرفه بالضبط، للأسف أنا تعرضت لأمور كثيرة لا يمكن أن أنساها، على سبيل المثال كنا في يوم نناقش أنا وزملائي خضر القرشي وخالد العواد وإبراهيم إدريس ومحمد الصايغ ومحمد العصيمي قضية التطوير في الوزارة، وجاءت إحدى وكالات الأنباء الأجنبية تريد أن تجري معنا مقابلة، فسمحنا لهم بذلك، فتم توجيه أحد الأسئلة لي: لماذا تعلمون الناس كراهيتنا وكراهية الغرب؟ وهل يوجد في القرآن شيء مثل هذا؟ فكان عندي تفسير القرآن فرفعت المصحف وقام المصور بتصويري وانا اقراء قول الله تعالى في سورة الحشر (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) لأبين اننا لا نحارب أحداً لم يحاربنا ولم يخرجنا من ديارنا. وفوجئت أن الصحف كتبت محمد الرشيد يرفع القرآن ويؤكد سنلغي مدارس تحفيظ القرآن، فبدأ الهجوم عليّ، ومن حسن حظي وجود شهود على الكلام الذي قلته، و حاولنا تصحيح الكلام الذي نشر، لكن للأسف قيل ما قيل وقتها، فالناس قرأوا الخبر ولم يقرأوا الخبر الصحيح بعد ذلك. أيضاً في قضية الرياضة المدرسية للبنات التي عندما اقترحتها فتحت عليّ أبواب جهنم حينها، وإني لأشعر بالسعادة في الوقت الراهن حين أجد كثيراً من المسؤولين والمفكرين والكتّاب يعبرون عن رأيهم في أهمية أن تمارس الطالبة رياضة بدنية في مدرستها وخارجها، ويكون ذلك بحشمة، فالأمر ليس ترفاً إنما هو ضرورة توجبها قواعد المحافظة على الصحة العامة. والحمد لله أنه لا يوجد من ينعت هؤلاء الداعين لذلك بأي وصف سلبي كما تعرضت له في ذلك الزمن. هل ترى أن الإعلام قسا عليك أكثر مما قسا على من جاء بعدك؟ - والله أنا لم أحاول أن أدخل في المقارنة، لكن للأسف كان هناك سوء فهم، فمن ضمن الذي ابتليت به مثلاً وكتب في الصحف أنني أحابي أقاربي، فأنا لم أوظف أي أحد من أقاربي نهائياً ولم يدخل أبنائي الوزارة، وللأسف تعرضت للافتراء ولكني احتسبت هذا عند الله سبحانه وتعالى. إصلاح التعليم في بداية فترتك بالوزارة انطلقت قضية إصلاح وأتيت بلجنة مكونة من 60 شخصاً، وذلك لمدة عامين وقدموا رؤيتهم وكان ذلك الفريق يترأسه الدكتور سعود الجماز، ماذا حدث بعد ذلك لهذه اللجنة؟ - لقد كانت هذه اللجنة مستقلة وكانت لها موازنة خاصة بها 10 ملايين ريال في حسابها، لكي تقوم بمجموعة من الدراسات وكان بها المهندس والطبيب ورجل الأعمال والتربوي والقاضي الشرعي. وقد اجتمعوا لمدة سنتين، وللأسف لم يأخذوا الموضوع بنظرة علمية واظهروا لنا تقريراً، أقول عنه بصراحة إنه أقل مما كنا نتوقع، وكان عبارة عن «تلفيق» أكثر منه تقريراً علمياً متكاملاً، على رغم الوقت والجهد والمال الذي بذل في هذه اللجنة، وتمت ممارسة بعض الضغوط عليهم من بعض الناس فخرج التقرير واهناً في قضايا عدة!. ما رأيك في دمج تعليم البنات والبنين سوياً؟ - الكثير من الناس يعتقدون أن دمج تعليم البنات والبنين هو بإيحاء مني، ولكن دائماً جوابي أنه شرف لا أدعيه وتهمة لا أدفعها، فأنا بصراحة أعتبره قراراً حكيماً جداً، والناس ظنوا أن هذا الدمج نهاية العالم، وتمت مهاجمتي من مشايخ كثيرين على منابر عدة! عندما فتحت الباب إلى التعليم الأجنبي، هل كنت تتخيل أن يصل إلى ما وصل إليه الآن؟ - أنا قننت التعليم الأجنبي، حيث كان في يوم من الأيام الكل يمكن أن يفتح مدرسة أجنبية من دون ترخيص ومن دون قوانين ومن دون أنظمة، ونحن وضعنا له التقنين المطلوب، وتم إلزامهم أن يدرسوا مواد تخص المملكة العربية السعودية ومواد عن الثقافة الإسلامية ومواد عن اللغة العربية فقننا المسألة وكان لا يقبل فيه إلا أبناء غير السعوديين، وذلك وقت ما كنت في الوزارة. ما رأيك في نظام «البكالوريا» العالمية؟ - هذا النظام أرفضه تماماً، وأنا كتبت عنه كثيراً وهذا خاص بأبناء رجال الأعمال وأبناء الديبلوماسيين بسبب كثرة التنقل من بلد إلى أخرى، وبالنسبة للمواد يوجد منهج موحد في العلوم والرياضيات. دعني أسمع شهادتك في وزارة المالية ومدى تعاونها مع مشاريع التعليم؟ - وزارة المالية هي الوزارة المسيطرة، وفي المقابل يجب علينا أن نكون منصفين وألا نطلب من الوزارة أكثر مما يخطط له، ولكن اعتقد أن نظامنا المالي يحتاج إلى مراجعة، وأنا طالبت كثيراً أن نطبق نظام أرامكو. فعندما نشاهد عمل المناقصات ونظامه فهو فاشل حيث يعتمد على نظام الأقل سعراً، وكثيراً ما تورطنا بسبب هذا النظام، وعندما نأتي لشركة أرامكو فهم يعطون المناقصة إلى الشركة الأكفأ وليست الأقل سعراً، فلذلك تتأثر المشاريع ويتم سحبها من الشركة وإعطاؤها إلى شركة أخرى، وبدلاً من الانتهاء من المشروع في سنة من الممكن أن يجلس أكثر من وقته بكثير.وهناك شيء آخر مهم جداً في بلدنا أيضاً خاص بالمشاريع، لماذا كثير من المدارس مستأجرة، بسبب أننا البلد الوحيد في العالم الذي فيه الأرض التي تقام عليها المدرسة يجب أن تشترى من صاحب الأرض، والآن توجد مشكلة وهي عدم بناء مدارس، وذلك لأنه لا توجد أراضٍ لذلك الغرض، أو أن تكون الأرض ثمنها غالٍ. ما الشيء الذي تحذر منه وزير التربية الحالي سمو الأمير فيصل؟ - الأمير فيصل جلست معه أكثر من مرة واستمعت لرؤاه، وأتمنى أن يوفقه الله على تنفيذها، ومن أهم أفكاره التي فرحت بها هي عدم المركزية في النظام، وهو يحاول أن يستقل بإدارة التعليم في المملكة، وأن تكون المدرسة هي التي توظف المعلمين والمعلمات هذا أمله وأتمنى أن يتحقق له ذلك.