شدد الرئيس محمود عباس أمس على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وقال خلال مشاركته في افتتاح ساحة وسط باريس أطلق عليها اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، إنه يأمل في أن تتوصل المفاوضات غير المباشرة إلى نتيجة بحلول الخريف المقبل. وافتتح عباس الساحة مع رئيس بلدية باريس برتران دولانويه الذي قال في كلمة ألقاها للمناسبة إن درويش «شاعر عظيم نريد تكريمه بإطلاق اسمه على جزء من أرض باريس»، لافتاً الى أن درويش «شاعر ولدت موهبته من الألم والمنفى ومقاتل وعضو قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية». وعبر عباس في كلمة مماثلة عن سروره لاحتفاء باريس «بالشاعر الوطني الفلسطيني»، مشيراً إلى أنه «كان يتحدث دوماً عن اليوم الذي سيتمكن الشعب الفلسطيني فيه أن يعيش حياة طبيعية في وطن مستقل مثل الشعوب الأخرى». ووصف عباس محادثاته أمس مع الرئيس نيكولا ساركوزي بأنها «جيدة». وقال إن «الجميع متفق على رفع الحصار على غزة، وأكدت في كل الدول التي زرتها (الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا) أن على إسرائيل أن ترفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة». وأضاف عقب مأدبة غداء أقامها ساركوزي على شرفه في قصر الإليزيه أن «هذا مطلبنا الأساس، وكل الدول التي التقينا مسؤوليها موافقة على هذا». وعبر عن تأييده للجنة التحقيق في الهجوم الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية» التي طالب بها مجلس الأمن في بيانه الرئاسي، مشدداً على أن اللجنة الإسرائيلية التي أعلن تشكيلها أمس «لا تلبي نص القرار الصادر عن مجلس الأمن». وأشار إلى أن محادثاته مع الرئيس باراك أوباما «تناولت محورين، الأول هو المفاوضات غير المباشرة والثاني هو التحقيق وإزالة الحصار عن غزة وكنا متفاهمين على كلا الموضوعين وهذا ما اعتبرته إيجابياً». وعما يتردد عن احتمال طرح مباردة فرنسية بالاشتراك مع الولاياتالمتحدة في الخريف المقبل لتسريع عملية السلام، قال عباس إنه «ينبغي أن يحدث تطور في المفاوضات غير المباشرة من الآن حتى الخريف... وإذا لم يحدث هذا، فلا بد من وقفة تحدث عنها فعلاً الرئيس الفرنسي، ونحن موافقون على ذلك لنعيد النظر في ما يمكن أن يحصل، لأنه إذا لم نتمكن من تحقيق شيء الآن فلا بد من هذه الوقفة». وذكر مصدر فرنسي مطلع أن التركيز خلال محادثات ساركوزي وعباس كان على سبل دفع عملية السلام، وأن الرئيس الفرنسي «لا يعتقد أن المفاوضات غير المباشرة يمكن أن تسفر عن شيء، لكنه يعطيها فرصتها». وأضاف: «سنعقد قمة مع الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعد انتخابات الكونغرس الأميركي يتخللها تقويم للوضع وتباحث في ما يمكن اتخاذه من خطوات». وأشار إلى أن قمة «الاتحاد من أجل المتوسط» التي أرجئت إلى الخريف المقبل يمكن أن تتحول إلى قمة لإطلاق السلام. وفور انتهاء محادثاته مع ساركوزي، غادر عباس باريس متوجهاً إلى شرم الشيخ. وهو كان التقى مساء الأحد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي أقام مأدبة عشاء على شرفه في مقر وزارة الخارجية.